على الرغم من حملات التوعية العامة حول مخاطر استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، إلا أن الخبراء يقولون أن السائقين يتجاهلون التحذيرات؛ إذ إن الناس يحبون هواتفهم الذكية، فمن خلالها يمكنهم التحدث مع من يريدون، إرسال الرسائل النصية، التحقق من رسائل البريد الإلكتروني، التقاط الصور ومقاطع الفيديو، والاتصال بشبكة الإنترنت، ولكن أداء أي من هذه الأمور أثناء قيادة السيارة أمر خطير جدًا، ويتحول إدمان استعمال الهواتف الذكية خلف عجلة القيادة إلى مشكلة حقيقية وحوادث جدية في لمح البصر. وأشارت عدة أبحاث إلى أن استخدام الهواتف النقالة أثناء القيادة سواء لإجراء المكالمات أو إرسال الرسائل النصية أو تفقد مواقع التواصل الاجتماعي مشكلة آخذة بالازدياد، وعدة تقارير طبية أفادت أن بمجرد إجراء محادثة أثناء القيادة يقل نشاط الدماغ المطلوب لاتخاذ قرارات القيادة، كالتحكم بعجلة القيادة، الدوس على الوقود أو التحكم بالمكابح، وفي هذا المقال سنعرض عليكم مخاطر، نصائح وفوائد استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة.
مخاطر استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة
ضعف تحكم السائق بمقود السيارة يؤدي إلى حوادث جسيمة.
. انخفاض التركيز وتشتت الانتباه ممّا يؤدي إلى عدم رؤية الإشارات المرورية (المانعة والملزمة والتوجيهية) الموضوعة على الطرقات. الاستجابة البطيئة لمفاجآت الطريق، ممّا يؤدّي إلى عدم قدرة السائق على تجنّب الحوادث والخسائر الفادحة، بالإضافة إلى عدم ترك مسافة أمان بين المركبات.
. عدم القدرة على التحكم بسرعة السيارة. عدم الالتزام في مسار واحد، ممّا يؤدي إلى انجراف المركبة عن المسار المحدد والدخول إلى مسارب أخرى دون انتباه.
إرشادات عامة عند استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة
عدم استخدام الهاتف المحمول باليد: في كثير من البلدان حول العالم من غير القانوني استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة، إلا إذا كان باستخدام خاصية الاتصال عن طريق البلوتوث، وهذا الأمر يقلل الجهد البدني لإجراء واستقبال المكالمات.
.عدم تفقد الرسائل أو البريد الإلكتروني: يجب أن تبقى أعين السائق على الطريق باستمرار أثناء القيادة، ويجب عليه أن لا يقرأ أو يكتب الرسائل النصية القصيرة، أو يبحث في الإنترنت، ويجب أن ينسى أيضًا البريد الإلكتروني، تدوين الملاحظات أثناء القيادة، وإذا لزم الأمر يجب ركن السيارة على جانب الطريق واستخدام الهاتف براحة.
. التخطيط للوجهة مسبقًا: يجب الخطيط للرحلة أو إلى المنطقة المراد الذهاب إليها مسبقًا من خلال ضبط الوجهة على نظام الملاحة GPS قبل الانطلاق؛ إذ إن البحث عن الطريق أو المنطقة المطلوبة أثناء القيادة امر خطير جدًا ويشتت انتباه السائق عن الطريق.
. عدم تستخدم الهاتف خلال أزمات السير والظروف الجوية السيئة: أثناء التواجد في الازدحامات المرورية الخانقة أو قيادة السيارة خلال الظروف الجوية الصعبة يجب عدم استخدام الهاتف نهائيًا وخاصة إجراء المكالمات لتفادي الحوادث والانتباه على الطريق
. استخدام خدمات الرسائل للرد على المكالمات: إذا لم يكن من الضروري الرد على مكالمة وصلت أثناء قيادة السيارة، فمن الأفضل أن تتحول إلى البريد الصوتي أو خدمة الرد الآلي.
. التوقف على جانب الطريق لاستخدام الهاتف: إذا أراد السائق الرد على مكالمة أو استخدام الهاتف أثناء القيادة، فيجب التوقف على جانب الطريق بشكل آمن واستخدام الهاتف.
. استخدام ميزات الهاتف لتقليل الجهد: أغلب الهواتف الذكية حاليًا يوجد بها خدمات تلقي الأوامر؛ إذ تمكن هذه الميزة من استخدام الهاتف أثناء القيادة من خلال إعطاء الهاتف أوامر كالاتصال أو إرسال الرسائل دون لمسه باليد. إخبار المتصلين بأنك تقود السيارة: يجب على السائق أن يخبر المتصلين به دائمًا أنه تقود السيارة، فربما قد يضطرهم الأمر إلى إنهاء المكالمة بسرعة، أو تفهمهم إذا لم توجد إجابة على مكالماتهم مرة أخرى.
. استخدام الهاتف في حالات الطوارئ: في الحالات الطارئة يجب استخدام الهاتف لطلب المساعدة، كالاتصال بالشرطة أو بالإسعاف.
فوائد استخدام الهاتف النقال في السيارة
على الرغم من السمعة السيئة التي حصلت عليها الهواتف المحمولة بسبب ازدياد حوادث السيارات المتعلقة بها، إلا أنها تمتلك العديد من الإيجابيات التي تجعل استخدامها في السيارة أمرًا ضروريًا، ومن هذه الأمور: حبل نجاة في الحالات الطارئة: تسمح الهواتف المحمولة لمستخدميها سواء كان السائق أو الركاب بالاتصال بالشرطة أو الإسعاف للحصول على مساعدة فورية على الطريق في حالات الطوارئ. تحديد المناطق: تتيح الهواتف المحمولة لمستخدميها الاتصال بشكة الإنترنت وتفعيل خدمة تحديد المواقع GPS للحصول على الاتجاهات، بالإضافة إلى أن أنظمة الملاحة أو أنظمة تحديد المواقع باتت الآن مجهزة بميزات عديدة كمعلومات عن حركة المرور والوقت الذي ستستغرقه الرحلة وأي الطرقات الخالية من الازدحامات.
استخدام الكاميرا:
باتت أغلبية الهواتف المحمولة مزودة بكاميرات عالية الوضوح، ومن خلالها يمكن للسائقين التقاط صور لأرقام لوحات السيارات في حالات الحوادث وخاصة حالات هروب المتسبب للحادث من الموقع
. تقارير حالة السير: توفر العديد من البلدان خدمة حركة المرور وحالة السير لمستخدمي الهواتف المحمولة؛ إذ يمكن للسائقين الاتصال برقم معين والحصول على تحديثات عن حالات الطرقات، الازدحامات، الحوادث وغيرها.
أول من استخدم الهاتف داخل السيارة
أصبحت الهواتف المحمولة الموجودة داخل السيارات شائعة للغاية في السبعينات وحتى التسعينات من القرن الماضي، وذلك قبل أن يمتلك أغلبية الأشخاص هواتف محمولة شخصية خاصة بهم، وظهر أول هاتف داخل سيارة قبل قرن من الزمان، وتحديدًا في عام 1910، عندما تمكّن مهندس من مدينة ستوكهولم السويدية يدعى لارس ماغنوس إريكسون من تثبيت هاتف في سيارته، وكان قادرًا في ذلك الوقت على وصل هاتفه في أعمدة الهاتف الموجودة على الطرقات بينما كان يسافر في جميع أنحاء البلاد، ومن هنا بدأ مفهوم الهواتف المتحركة داخل السيارة ينتشر أكثر فأكثر. وقادت التطورات في التكنولوجيا في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي إلى تطوير أبراج الخلايا التي يمكن من خلالها استقبال الإشارات في ثلاثة اتجاهات سداسية، وهي ما تعرف الآن بأبراج الاتصالات، وأدى ذلك إلى تثبيت أول هاتف رسمي من شركات السيارات في سيارات الليموزين وغيرها من السيارات التجارية، وبعدها انتشرت الهواتف المتنقلة داخل السيارات حتى وصول الهواتف الخلوية الشخصية.