تتوالى المؤشرات على قرب انضمام أحد أهم الدول الأوربية إلى قافلة المعترفين بمقترح الحكم الذاتي، ممثلة في إيطاليا التي توشك على ولوج باب المؤيدين للمبادرة المغربية بعدما سبقتها ألمانيا و إسبانيا بعد مرحلة جفاء علاقات للبلدين انتهت باعترافهما بالحكم الذاتي كآلية أكـثر جدية و واقعة لحل نزاع الصحراء المغربية.
ومن بين أقوى هذه المؤشرات، زيارة وفدٍ عن المجموعة البرلمانية الإيطالية لدعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، اليوم الجمعة 3 يونيو الجاري، حيث جرى استقبالهم من طرف وزير الخارجية والشؤون الأفريقية والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، علما أن الزيارة جاءت بعد يوم فقط من مطلب حزب “الديمقراطية والتبعية” الإيطالي لدولته بدعم الحكم الذاتي.
كما أن هذه الزيارة الهامة في مسار الموقف الإيطالي من قضية الصحراء المغربية، تؤشر بشكل واضح على قرب توجيه ضربة دبلوماسية أخرى من دولة ظلت تحسبها الجزائر، الداعمة للإنفصال، ممن تعتبرهم أقرب الأصدقاء، و هو ما لوحظ في زيارة الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قبل أيام قليلة إلى روما ولقائه بنظيره الإيطالي، سيرجيو ماتاريلا.
وفي هذا السياق، يرى الخبير في العلاقات الدولية، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الاول بوجدة، خالد الشيات، أن “زيارة وفد حزب إيطالي للمغرب، من الإشارات التي تعمل عليها الدبلوماسية المغربية، إذ أن إيطاليا تهتم بمجموعة من المشاكل في عدة دول بالبحر الأبيض المتوسط، وذلك بناء على قناعات، من بينها احترام مبادئ القانون الدولي، ومن أهمها، مبدأ احترام مبدأ الوحدة الترابية للدول”.
وأوضح الشيات، في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “موقف إيطاليا الراسخ مرتبط بمبدئية القانون الدولي بإيجاد حل سياسي متوافق حوله في قضية الصحراء المغربية، يعني أنها ليست من الأطراف التي تدعم الحركة الإنفصالية بتندوف، حيث يسّجل تاريخيا أن علاقة إيطاليا مع المغرب والجزائر كانت دائما متوازنة”.
موردا أن “سعي المغرب نحو مزيد من دعم المواقف الرسمية الحكومية الأوربية، هو الذي حرك الرئاسة الجزائرية للتوجه نحو بعض المحاور التي تعرف أن لها علاقات محورية معها، كما هو الحال لإيطاليا التي تزودها بأنبوب مباشر للغاز”.
وأشار محدثنا إلى أن “الجزائر كانت ترى من خلال تحركاتها أن باستطاعتها أن تضغط في اتجاه إيقاف الزحف، الأوربي عموما، المرتبط بالإعتراف بمغربية الصحراء و بأولوية الحكم الذاتي كآلية أساسية لإنهاء النزاع”.
وأردف أن “إيطاليا بالنسبة للجزائر هي دولة، كما هو الحال بالنسبة لإسبانيا، مرتبطة معها بشراكات اقتصادية تتعلق أساسا بالطاقة والغاز، لذلك فمن المستبعد أن تؤثر الجزائر على أي دولة أوربية بهذه الصيغة، ولو أنها كانت ستؤثر بهذه الصيغة لأثرت على إسبانيا”.
ولفت الشيات الإنتباه إلى أن “مسار العلاقات المغربية الإيطالية سيسير في اتجاه نظيره الإسباني بالإعتراف بأهمية الحكم الذاتي، و دعوة الحكومة الإيطالية للإعتراف بأولويته، كقاعدة أساسية وحيدة لإيجاد حل سياسي لقضية الصحراء المغربية”.
وخلص إلى أن “تمتين العلاقات على المستوى الحزبي و القاعدي بين المغرب و مجموعة من الأحزاب القاعدية و تفعيل الصداقة المغربية الإيطالية على مستوى البرلمان، و غيرها من الأدوات الأخرى، يمكن أن يفعل ويقرب المسافة نحو اعتراف إيطاليا بالحكم الذاتي كآلية أساسية لإيجاد حل سياسي لقضية الصحراء المغربية”.