سلا/تغطية حسن الحماوي ومحمد العزعوزي
نظمت جمعية العناية للعمل الاجتماعي والثقافي والرياضي بشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة لجهة الرباط سلا القنيطرة، يومه 24 شتنبر الجاري بخزانة عبد الرحمن حجي بسلا في إطار ألايام الثقافية في نسختها الثالثة تحت شعار “جيل يقرأ …جيل يبني” حفلا لتوقيع المنجز القصصي “كأنثى صحت لتوها” للشاعرة والقاصة سميرة المنصوري العزوزي، حضره مجموعة من المبدعين والمثقفين والإعلاميين والمهتمين اللذين تقاطروا من مدن مغربية مختلفة …
الحفل قدمت فقراته الشاعرة إحسان السباعي وتنوعت بين شهادتين في حق المحتفى بها تقدمت بها الشاعرة خديجة العلام، والشاعر والناقد الأستاذ محمد الخريف، وورقتين نقديتين في المنجز القصصي قدمهما الشاعر والناقد الأستاذ حسن عبيدو، والمبدع الأستاذ كمال الأيوبي. إضافة إلى قراءة المحتفى بها لنماذج من قصص المجموعة.
وفي تصريح خص به جريدة الملاحظ جورنال مصطفى اخساي رئيس جمعية العناية قال”تنظم جمعية العناية بشراكة مع مديرية الثقافة بسلا اياما ثقافية ستستمر من 24 شتنبرالى 24 دجنبرالقادم خصصنا لها شعارا “جيل يقرا جيل يبني ” هذه الايام التي تهدف بالاساس الى تنمية الاتجاهات الايجابية نحو القراءة وتوعية جميع الامهات والاباء باهمية هذا المجال،حيث نساهم بنشر القراءة في صفوف الشباب وعموم الناشئة ، اليوم نشهد حفل توقيع المجموعة القصصية ” انثى صحت من لثوها “للاستاذة المتميزة في عطاءها الابداعي وفي كتابتها الادبية ونحن كجمعية العناية والتي توحي من خلال تسميتها على العناية بالادباء والروائيين القصاصين والشعراء بغية الرفع من النشر من الشان والوعي الثقافي الجاد في محيطنا الجهوي ، واشاعة لواء الجمعية داخل المملكة.
واضاف قائلا “القراءة مجال تخصصاتنا نطور ابداعاتنا فيه ،حيث ان اهم برنامج لدينا هو برنامج مهرجان القراءة غايته نشرالفكرالثقافي معتمدين على منهج علم النفس الاجتماعي كتخصص اكاديمي نسقطه على عملنا الجمعوي حتى يستفيد الجميع ،كما نطمح الى تطويرادائنا في مجال القراءة، وحتى نعلم ان تقدم المغرب على جميع المستويات السياسي والاقتصادي والاجتماعي رهين بمدى نشرالتوعية والثقافة ومحاربة الامية النظامية والغيرالنظامية ”
وفي تصريح للقاصة والشاعرة سميرة المنصوري العزوزي لجريدة الملاحظ جورنال قالت “هي صرخة أنثى تدين بها هذا العالم الذكوري ،صرخة تريد ان تقول من خلالها انا هنا ،انا احيا، انا انسان لي كيان ،لي تفكير،لي طريق يجب ان نمضيه. هي مجموعة قصصية متكاملة تعمدت ان تحمل كتجنيس لها مجموعة قصصية وليس مجموعة قصص لان هناك تيمة تجمعها جميعا اي القصص وهي بذلك تحاول رفع الحيف الذي تعانيه المراة في مجتمعنا العربي الذكوري، فنحن شئنا ام ابينا لا زلنا نعيش في مجتمع (سي السيد) الا مارحم ربي وهذا يمثل الاسثثناء والاستثناء يبقى قاعدة لا يمكن ان نأخد بها “
وفي السياق ذاته وفي ورقة نقدية للمجموعة القصصية للاستاذ كمال الايوبي جاء فيها ” في خضم الصراع بين البياض والسواد، بين الحلم والواقع، بين الصمت والبوح، بين الجمال والقبح، بين الجرح والجرح يأتي القلم الصادق ليكون فيصلا بين الأشياء والأشياء…يثور دون خوف أو مواربة ليقول كلمته الصادقة، يمارس الفضح حينا والصفح أحيانا أخرى…
من هذا المنطلق الحلم تأتي الكتابة لدى المبدعة سميرة المنصوري، محملة بالرفض لكل منطق أعوج يحول بين كل علاقة جميلة بين الآنا والآخر والمتمثلة هنا في المرأة والرجل.
إنها الكتابة المحملة أيضا بكثير من الجرأة والقدرة على مواجهة تقاليد معقدة .. تبدو في ظاهرها مسيئة للمرأة ولكنها في عمقها مسيئة للمرأة والرجل على حد سواء..بل هي مسيئة للمجتمع برمته.
مجتمع يمنح الرجل ألف عذر إذا زلّت قدماه ولا يكاد يمنح للمرأة عذرا واحدا إذا ابتسمت في وجه أحد سواه.
إنها الكتابة في مواجهة تقاليد بالية . لكن هل الكتابة سبيل واقعي من أجل إسقاط الرجل من أبراجه العالية؟
خلاصة القول إن قلم االمبدعة سميرة المنصوري..قلم لا يهاب الرجال
بين الواقع والخيال.. تكتمل الصورة في مجموعة قصصية متوجة بعنوان “كأنثى صحت لتوها” مجموعة… جاءت بعد ديوان أول لتضعنا أمام إصدار من جنس أدبي آخر له خصوصياته على مستوى الخطاب والتصوير وعلى مستوى البناء السردي بشكل عام. لكنه في الحقيقة امتداد صارخ لسابقه على مستوى التيمة المهيمنة، حيث تناولت الأستاذة سميرة المنصوري كما هو باد من خلال عنوان هذا الإصدار القصصي قضايا الأنثى..كمحور أساسي.
فعبر تسعة عشرة قصة توزعت في ثمانين صفحة صدح صوت أنثوي معلنا عن أناه التي تفيض جمالا ورقة، حبا ورومانسية. لكنها هذه الأنا الجميلة الرقيقة… تحمل في دواخلها أيضا عذبات لا تنتهي..إنها أنا كل أنثى..أنتِ وهي والأخريات ..والنساء جميعهن. ويبقى السؤال..ما محلكم هنا يا معشر الرجال؟؟
قصص المجموعة ..شبيهة برواية عمد كاتبها إلى سرد الأحداث دون تراتبية زمنية؛ فرغم أن شخوص النصوص التي بين أيدينا تختلف من نص إلى آخر، لكنهم متشابهون إلى حد كبير، بل إن حياة أحدهم في قصة ما يمكن اعتبارها امتدادا لحياة غيره من الشخوص في قصة سابقة أو لاحقة من هذه المجموعة القصصية.
وتجدر الاشارة الى ان حفل التوقيع المجموعة تخللته فقرات موسيقية وغنائية أمتعت الحضور بشذى ألحانها المنبعثة من آلة الأورغ للفنان كمال حجيرة وأوتار العود للفنانين الصديق بورحيم وفيصل.