صراع المشاريع الاجتماعية والمستقبل السياسي يدخل المنصوري واخنوش في حرب صامة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في خضم تحولات سياسية غير معلنة، دخلت فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة الإسكان وإعداد التراب الوطني ومنسقة القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، في مواجهة غير مباشرة مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش. هذا التوتر بدأ يتصاعد في الوقت الذي يحاول فيه أخنوش الاستحواذ على عدد من المشاريع الاجتماعية التي تحظى باهتمام الرأي العام، وهو ما اعتبرته المنصوري تجاوزًا لحدود التحالف الحكومي وسعيًا لاحتكار هذا المجال بهدف تعزيز صورة حزبه أمام المواطنين.

المسألة بدأت تتضح عندما أعلن المهدي بنسعيد، القيادي البارز في حزب الأصالة والمعاصرة والمقرب من المنصوري، عن رغبة الحزب في تصدر الانتخابات المقبلة، مع التأكيد على الوقوف سويًا في مشاريع المستقبل التي تروج للمشاركة السياسية، من خلال المبادرة الشبابية “جيل 2030”. هذه الخطوة، التي أُطلقت في بداية شهر رمضان، جاءت لتؤكد على أن المنصوري تتبنى نهجًا مستقلًا بعيدا عن تأثيرات أخنوش، وتبحث عن تعزيز مكانتها السياسية في المستقبل القريب.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن المنصوري، المدعومة من بنسعيد، اكتشفت أن أخنوش يسعى لاستغلال المشاريع الاجتماعية الحكومية لصالح حزبه، متجاهلًا التوازن في توزيع هذه البرامج بين شركاء التحالف الحكومي. وتدعي هذه المصادر أن هناك محاولات لتوظيف بعض المؤسسات الحكومية، مثل الوكالة الوطنية للتنمية الاجتماعية، لصالح أجندة الانتخابات المقبلة لحزب التجمع الوطني للأحرار.

وتواصل المنصوري رفضها للصيغة التي يقترحها أخنوش فيما يتعلق بتنفيذ برامج الدعم الاجتماعي، خصوصًا مع الإعلان عن زيادة قيمة الدعم المباشر للأسر. يرى حزب الأصالة والمعاصرة أن هذه المبادرات تتزامن مع اقتراب الانتخابات، وأنها تتناقض مع مبادئ الحزب في معالجة قضايا مثل البطالة، ودعم الأرامل والمطلقات.

وفي الوقت الذي تزداد فيه التوترات داخل الحكومة، يحاول حزب الأحرار تأكيد قدرته على قيادة المشهد السياسي في المستقبل، حيث سبق لرئيس المكتب السياسي للحزب رشيد الطالبي العلمي أن صرح بأن حزب الأحرار سيستمر في قيادة الحكومة حتى عام 2032، مع توقعات بحصد 116 مقعدًا في انتخابات 2026.

وفي تطور جديد، أطلق حزب الأصالة والمعاصرة مبادرة “جيل 2030″، التي تسعى إلى إعادة تشكيل العلاقة بين الشباب المغربي والحياة العامة، وتستهدف إيجاد حلول مبتكرة لمشاكل البطالة والتهميش السياسي. هذه المبادرة، التي حظيت بحضور عدد من القيادات الحزبية والشباب، تحمل رسالة قوية تؤكد على رغبة الحزب في لعب دور محوري في المستقبل السياسي للمغرب.

باختصار، يظهر أن الصراع بين المنصوري وأخنوش ليس فقط صراعًا على المشروعات الاجتماعية، بل هو أيضًا جزء من صراع أكبر حول قيادة المستقبل السياسي للبلاد.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.