“دي ميستورا” يدعو المغرب لتوضيح تفاصيل صلاحيات الحكم الذاتي بالصحراء والأشهر الثلاثة المقبلة قد تكون حاسمة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

متابعة

في إحاطة رسمية أمام مجلس الأمن بتاريخ 14 أبريل 2025، كشف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، ستافان دي ميستورا، عن مؤشرات محتملة لتحول في مسار النزاع، أبرزها تأكيد الولايات المتحدة مجددا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، وموقفها الواضح بشأن ضرورة التوصل إلى “حل متوافق عليه بشكل متبادل”، مع إعلانها عن نية الإدارة الأمريكية الانخراط المباشر في تسهيل هذا الحل، وهو ما قد يشكل منعطفا دبلوماسيا حاسما في سياق الجهود الأممية.

وجاءت هذه المستجدات في أعقاب زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى واشنطن في 8 أبريل الجاري، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي روبيرو، في بيان أعقب اللقاء، استمرار التزام بلاده بمبادرة “الحكم الذاتي الجاد” التي تقدم بها المغرب، معتبرا إياها أساسا لحل سياسي دائم. كما أشار إلى أن الرئيس الأمريكي متمسك بضرورة أن يكون هذا الحل محل قبول متبادل، وهو ما ستسعى واشنطن إلى تحقيقه بشكل نشط، تحت إشراف الأمم المتحدة.

 

وأشار دي ميستورا إلى أن عام 2025 يُصادف مرور خمسين سنة على إدراج ملف الصحراء ضمن أجندة الأمم المتحدة، معتبرا أن الأشهر الثلاثة المقبلة قد تكون حاسمة لاختبار جدية الأطراف الدولية في إحداث تهدئة إقليمية، وإطلاق خريطة طريق جديدة نحو حل سياسي. وأكد عزمه، بموافقة الأمين العام، على مواصلة جهوده لتيسير هذا المسار.

وفي موازاة ذلك، أشار دي ميستورا إلى تطور آخر يتمثل في زيارة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان بارو إلى الجزائر يوم 6 أبريل، بعد اتصال هاتفي بين الرئيسين ماكرون وتبون. ورغم عدم الإشارة المباشرة إلى ملف الصحراء في هذه الزيارة، فقد اعتبر دي ميستورا أن تزامن تحركات عضوين دائمين في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وفرنسا، يعكس اهتماما دوليا متزايدا بالملف، وإن ظل التوتر قائما بين الجزائر والمغرب، بل يتفاقم في ظل غياب أي بوادر لتحسن العلاقات بين البلدين.

وحرص دي ميستورا في إحاطته على التأكيد أن هذه المعطيات الجديدة تطرح ثلاث رسائل أساسية حملها الموقف الأمريكي: أولها، أن الحكم الذاتي يجب أن يكون “جادا” وموضحا بالتفصيل، بما يشمل الصلاحيات الممنوحة للإدارة المحلية في الصحراء المغربية؛ ثانيها، أن التوصل إلى حل لا يمكن أن يتم إلا عبر مفاوضات حقيقية بين الأطراف؛ وثالثها، أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالية تعتزم الانخراط المباشر لتسهيل هذا المسار التفاوضي، مع دعم من الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وفيما يتعلق بالتحركات الإقليمية، أوضح دي ميستورا أنه قام خلال الأسابيع الماضية بجولة شملت الرباط، نواكشوط، تندوف، والجزائر العاصمة. وفي لقائه مع الوزير بوريطة، أكد المغرب مجددا تمسكه بمبادرته، كما استمع إلى مواقف مماثلة من قادة جبهة البوليساريو والسلطات الجزائرية. أما من الجانب الموريتاني، فقد جدد الرئيس الموريتاني الغزواني ووزير خارجيته موقفهما القائم على “الحياد الإيجابي”، واستعدادهما لدعم أي تقدم سياسي في هذا الملف.

كما تطرقت الإحاطة إلى الوضع الميداني، حيث عبّر دي ميستورا عن دعمه للجهود التي تبذلها بعثة المينورسو، على الرغم من التحديات اللوجستية والمالية. ولفت إلى أهمية استمرار الدعم الدولي للبعثة، خاصة في حال انطلاق المرحلة الأولى من أي تسوية سياسية محتملة.

أما على المستوى الإنساني، فقد دق المبعوث الأممي ناقوس الخطر بشأن أوضاع اللاجئين في مخيمات تندوف، محذرا من احتمال توقف المساعدات الغذائية تماما خلال الصيف إذا لم يتم توفير تمويل عاجل. ونقل عن شابة من المخيمات قولها: “عندما أموت، لا أريد أن أُدفن هنا. أريد أن أرى وطني، وأن أُدفن هناك”.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.