مراكش… حين تتكلم الأرقام بلغة السياحة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

لا تحتاج مراكش إلى بطاقات تعريف إضافية، فالمدينة الحمراء تعرف كيف تفرض اسمها في صمت، وترد على كل الأسئلة بالأرقام، آخرها ما أعلنه مرصد السياحة من أداء لافت لمؤسسات الإيواء السياحي المصنفة بالمدينة.

بنهاية فبراير 2025، سجلت مراكش أكثر من 1.53 مليون ليلة مبيت، أي بزيادة 9% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وإذا كان الرقم يبدو تقنياً في ظاهره، فإن معناه الحقيقي هو: المدينة عادت لتنبض سياحياً بقوة.

ليس هذا كل شيء، فمعدل الملء الفندقي خلال شهري يناير وفبراير قفز إلى 68%، بعدما كان 62% في نفس الفترة من 2024. أما شهر فبراير لوحده فقد حقق قفزة أكثر وضوحاً، بنسبة 11% في ليالي المبيت، ومعدل ملء وصل إلى 73%. هذا يعني ببساطة أن أسرّة المدينة لم تبقَ فارغة طويلاً، وأن الزوار اختاروا مراكش بكثافة، ومنحوا ثقتهم لخدماتها.

الزعامة؟ لا زالت حمراء

في خريطة السياحة الوطنية، ما تزال مراكش تتصدر المشهد، رغم المنافسة الشريفة من مدن مثل أكادير (بـ992 ألف ليلة مبيت)، والدار البيضاء، وطنجة، وفاس. لكن الواقع يؤكد أن مراكش تتفوق ليس فقط بالأرقام، بل بجاذبيتها المركّبة: سحر التاريخ، دفء الشمس، تنوع التجارب، وتطور البنية التحتية.

الزوار من الخارج يصنعون الفرق

اللافت أكثر في هذه المعطيات أن السياحة الدولية ارتفعت بـ20%، مقابل 6% فقط للسياحة الداخلية، وهو ما يعكس استعادة ثقة السياح الأجانب بالوجهة المغربية بعد سنوات من التردد والتعافي البطيء بعد الجائحة.

مراكش ليست فقط وجهة… بل قصة نجاح

كل هذه المؤشرات لا تعني فقط أن مراكش “تحجز المراتب الأولى”، بل تؤكد أنها تعرف كيف تطور نفسها، وتستفيد من التجارب، وتخلق مناخاً يجعل الزائر يعود، لا لمجرد الإعجاب، بل لأنه يجد في المدينة ما لا يجده في مكان آخر.

وهكذا، من ساحة جامع الفنا إلى المنتجعات الراقية، ومن الأسواق القديمة إلى مؤتمرات الأعمال، تعرف مراكش كيف تتحدث لغة العالم: لغة السياحة، بلغة الأرقام.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.