مراكش: نشوب حريق مهول بثانوية العودة السعدية مباشرة بعد إعلان نتائج البكالوريا
على بُعد ساعات قليلة من ترقب إعلان نتائج البكالوريا التي ينتظرها آلاف التلاميذ وأسرهم، تحولت أجواء الترقب في ثانوية العودة السعدية بالمدينة العتيقة بمراكش قبل فجر اليوم السبت، إلى مشاهد درامية مؤلمة حيث اندلع حريق مهول داخل القسم الداخلي للمؤسسة، ما أسفر عن إصابات متفاوتة الخطورة بين الطالبات المقيمات مخلفا موجة من الفزع والهلع اجتاحت المكان.
واندلع الحريق المفاجئ داخل إحدى غرف القسم الداخلي، في حدود الساعة الثانية والنصف ليلاً، مسبباً حالة من الذعر بين صفوف النزيلات.
و في محاولة للنجاة من ألسنة اللهب والدخان الكثيف، اضطرت العديد من الطالبات إلى الهروب من مختلف الوسائل والطرق، ومن بينها، وبشكل مأساوي، القفز من الطوابق العلوية نحو الأرض.
هذا التصرف اليائس أسفر، وفقاً للحصيلة الأولية، عن إصابة 6 فتيات بكسور متفاوتة، تم نقلهن على الفور إلى مستعجلات مستشفى الرازي لتلقي العلاج، فيما تعرضت قرابة 10 فتيات أخريات لاختناقات، وتم تقديم الإسعافات الأولية لهن بعين المكان.
مع تصاعد ألسنة اللهب وتزايد الفزع، استنفرت مصالح الوقاية المدنية والأمن بالمنطقة الأمنية الثالثة عناصرها، إلى جانب الشرطة القضائية والعلمية والسلطات المحلية جهودها ، وتمكنت عناصر الوقاية المدنية من إخماد الحريق بسرعة فائقة، قبل أن يمتد إلى باقي مرافق المؤسسة، ما جنب المؤسسة كارثة أكبر.
و جرى إخلاء جميع النزيلات من القسم الداخلي كإجراء احترازي، وتم تجميعهن في الساحة المقابلة للثانوية، التي تحولت إلى ما يشبه فضاء إيواء مؤقت للاجئين، في مشهد يعكس حجم الأزمة التي أحدثها الحريق.
وأسفر الحادث، بالإضافة إلى الإصابات المذكورة، عن إصابة ثلاث حالات بحروق خفيفة، تم نقلها إلى قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس لتلقي العلاجات الضرورية. في حين تم الاطمئنان على باقي الحالات بعد إخلائهن في ظروف آمنة. والجدير بالذكر أنه لم يتم تسجيل أية خسائر في الأرواح، واقتصرت الأضرار على بعض التجهيزات والمستلزمات الخاصة بالإيواء.
و فتحت السلطات الأمنية تحقيقاً قضائيا بأمر من النيابة العامة المختصة لتحديد الأسباب الدقيقة لاندلاع الحريق، وما إذا كان ناجماً عن تماس كهربائي أو فعل متعمد.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن الحريق اندلع بسبب تماس كهربائي محتمل، و ما يؤكد هذه الفرضية تفحم أحد العدادات الكهربائية ، ما سرع من انتشار ألسنة النيران.