أصداء الماضي تلتقي بإبداعات الحاضر في رحاب المهرجان الوطني الغيواني للشباب بمراكش
تحت سماء مدينة النخيل الساحرة، تنبض الروح الأصيلة لفن الغيوان من جديد، وذلك مع إطلاق الدورة الأولى للمهرجان الوطني الغيواني للشباب.
هذا الحدث الثقافي المرموق، الذي يقام يومي 20 و 21 يونيو 2025 بمسرح الهواء الطلق بالمحاميد، يأتي احتفاءً بذكرى عيد العرش المجيد وبتنظيم من جمعية” أولاد الحومة للثقافة والفنون”، وبدعم من المجلس الجماعي ومجلس مقاطعة المنارة.
و يُشكل هذا المهرجان، والذي يحمل شعارًا دالًا وعميقًا: “إعداد الخلف وتكريم السلف”، جسرًا متينًا يربط بين عراقة فن الغيوان وجيل الشباب الصاعد.
و يُعد فن الغيوان، بتاريخه الممتد وتأثيره العميق في الوجدان المغربي، بمثابة كنز ثمين يجب صونه ونقله للأجيال القادمة. فهو ليس مجرد أغانٍ وألحان، بل هو تعبير صادق عن هموم المجتمع وآماله، ومرآة عاكسة لتاريخ المغرب وثقافته المتنوعة.
ومن هذا المنطلق، يكتسب المهرجان الوطني الغيواني للشباب أهمية قصوى في المحافظة على هذا التراث الأصيل وضمان استمراريته.
و ستشهد فعاليات المهرجان حسب تصريح مديره الفني السعيد طابوش لـ”الملاحظ جورنال” ، مشاركة نخبة من الفنانين والفرق الموسيقية التي تمثل مدارس مختلفة في فن الغيوان. و سيكون الجمهور على موعد مع لحظات استثنائية بتكريم خاص لفرقة “نواس الحمراء 1973” التي ستقدم عرضًا فنيًا مميزًا تكريمًا لقامة فنية شامخة هي مجموعة ناس الغيوان.
هذه اللحظة ستكون بمثابة رحلة عبر الزمن، تستحضر فيها الروائع الخالدة التي قدمتها هذه المجموعة الأسطورية.
إلى جانب هذا التكريم، يفسح المهرجان المجال واسعًا أمام مواهب شبابية واعدة من مختلف ربوع المملكة، وفرقًا صاعدة تسعى لترك بصمتها الخاصة في عالم الغيوان، مثل: اولاد السوسدي لمشاهب، احفاد الغيوان من الدار البيضاء، واطفال الغيوان من طنجة، ، مجموعة افاق، مجموعة أذواق ، مجموعة لرصاد الفنية و مجموعة Groupe de SOL.
هذه المشاركات الشبابية حسب ذات المسؤول، تؤكد أن جذوة فن الغيوان ما زالت متقدة في قلوب الشباب، وأن هناك جيلًا جديدًا يحمل المشعل ويسعى لتطوير هذا الفن العريق مع الحفاظ على جوهره.
وتؤكد اللجنة المنظمة، أن المهرجان الوطني الغيواني للشباب ليس مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل هو استثمار في مستقبل الثقافة المغربية، ودعم حقيقي للمواهب الشابة، وتأكيد على أهمية التراث في بناء هوية الأجيال القادمة. و أنها فرصة للجمهور المغربي، وخاصة الشباب، للتفاعل المباشر مع هذا الفن الأصيل، والتعرف على رموزه وتياراته المختلفة، والمساهمة في إحيائه وتجديده. و دعوة صريحة للانكباب على هذا الموروث الفني الغني، واستلهام قيمه الإنسانية والاجتماعية، مع فتحه لآفاق التجديد والإبداع الذي يحمله شباب اليوم.