مركب ثقافي بالناظور يتحول إلى “أطلال”… ونداءات لفتح تحقيق عاجل
قبل أقل من عقدين، افتتحت مدينة الناظور مركبًا ثقافيًا كان يُفترض أن يكون منارة للثقافة والفن، وفضاءً يحتضن الإبداع المحلي ويعزز الحضور الثقافي للمنطقة. لكن ما وُلد كمشروع واعد، أصبح اليوم شاهدًا صامتًا على الإهمال والتدهور، حيث لم يتبق من تلك الطموحات سوى جدران مهترئة، وقاعات موصدة أبوابها أمام الحياة.
زيارات ميدانية رصدت حال هذا الفضاء المهجور، الذي تقبع قاعاته في ظلام دامس تغمره مياه الصرف الصحي، وتنهش الرطوبة جدرانه وأركانه. أما الأثاث، فقد طالته يد الإهمال، فأصبح مكسّرًا ومتآكلًا، في وقت تعطلت فيه تجهيزات العروض، وتكسّرت النوافذ، وغاب أي أثر لأنشطة ثقافية أو فنية كانت تُعقد داخله.
الطابق السفلي للمركب، وهو من أبرز مرافقه، تحوّل إلى بؤرة رطوبة ونقطة تسرب دائم، نتيجة أعطاب في شبكة الصرف، دون تدخل أو إصلاح يُذكر. وضع يُجسد اختلالات صارخة في تدبير المرفق وصيانته، رغم رصد ميزانيات سنوية له، ما يطرح علامات استفهام حول مصير تلك الاعتمادات.
عدد من الفاعلين الثقافيين والحقوقيين أطلقوا نداءات استغاثة، داعين إلى فتح تحقيق شفاف ومسؤول حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التدهور، خصوصًا أن الأمر يتعلق بمشروع ملكي كان يعوَّل عليه في تنمية الحس الثقافي بالمنطقة. كما دعوا إلى إيفاد لجنة لتقصي الحقائق تقف على حجم الإهمال وتحدد المسؤوليات، قبل أن يُطوى هذا الفضاء تمامًا من ذاكرة المدينة.
فهل تتدخل الجهات المسؤولة قبل فوات الأوان، أم يُترك المركب ليكمل رحلة السقوط إلى قاع النسيان؟