مدخل مدينة تازة… روائح كريهة ومشهد غير لائق يعكسان واقعًا تنمويا مقلقًا

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

عند مدخل مدينة تازة، وتحديدًا على مستوى النقطة التي يُفترض أن تشكّل واجهة حضرية تُعبّر عن هوية المدينة وتاريخها، تفاجئ الزائر مشاهد صادمة وروائح كريهة ناتجة عن تسربات واضحة من شبكة الصرف الصحي، التي تصبّ بشكل مباشر في مجرى مائي يُعرف محليًا بـ”الواد الحار”.

هذا الأخير، والذي تحوّل إلى نقطة تجمّع دائم لمياه الصرف غير المعالجة، يفاقم الوضع البيئي بشكل خطير، ويجعل من المدخل الرئيسي للمدينة مصدر إزعاج واستهجان بدل أن يكون رمزًا للترحيب والانطباع الأول الإيجابي.

المشهد لا يقتصر على الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف، بل يتعداه إلى منظر غير لائق يعكس واقعًا تنمويًا مقلقًا، ويطرح علامات استفهام كبرى حول نجاعة التدبير المحلي ومدى التزام الجهات المعنية بواجباتها في حماية البيئة وصحة السكان.

في وقت تتحدث فيه البرامج الرسمية عن تحسين جودة الحياة وتهيئة الفضاءات العامة، تعيش ساكنة تازة على وقع إهمال مزمن لبنياتها التحتية الأساسية، وعلى رأسها شبكة التطهير السائل التي تُفرغ حمولتها بشكل عشوائي في هذا المجرى المائي، دون مراعاة لأبسط المعايير الصحية والبيئية.

ويعبّر سكان المدينة عن استيائهم العميق من هذا الوضع، الذي لم يعد يطاق، في ظل غياب أي تحرك ملموس لمعالجة هذه الكارثة البيئية، والاكتفاء بحلول ترقيعية غير ناجعة، حسب تعبيرهم. فالمشكل قائم منذ سنوات، ويتفاقم بشكل دوري، خاصة في فصول الصيف ومع تهاطل الأمطار.

إن مدخل تازة اليوم لا يعكس بأي شكل طموحات مدينة عريقة تطمح إلى تنمية سياحية واقتصادية حقيقية، بل يشكّل عنوانًا صارخًا للإقصاء والإهمال. وهو ما يفرض على الجهات المسؤولة، محليًا ومركزيًا، التدخل العاجل لإيقاف هذا النزيف البيئي، وإعادة الاعتبار لمجال حيوي يمثل بوابة المدينة.

أما على على طول السكة الحديدية التي تعبر المدينة فحدث ولا حرج تبرز أمام الزائر مشاهد مقلقة لتراكم النفايات بشكل عشوائي، ما يشكل مصدر إزعاج بيئي ويُسيء إلى الصورة الجمالية والحضارية للمنطقة. هذا الوضع يعكس غياب تدخل فعّال ومستدام من الجهات المعنية، ويطرح تساؤلات حول مدى الالتزام بتنفيذ برامج النظافة والتأهيل الحضري، خصوصاً في فضاءات يُفترض أن تعكس وجه المدينة للمسافرين والزوار.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.