كارثة… السيول تجتاح العروي والناظور و شلل في الحركة وخسائر مادية بالجملة إثر أمطار غير مسبوقة
تحولت ليلة الجمعة 10 أكتوبر 2024 إلى كابوس حقيقي بالنسبة لسكان جماعتي العروي وتاويمة بإقليم الناظور، بعد أن اجتاحت المنطقة فيضانات قوية ناتجة عن تساقطات مطرية غزيرة “غير مسبوقة”، أدت إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل كارثي. الفيضانات كشفت مجدداً عن هشاشة البنية التحتية للمنطقة، مما تسبب في شلل تام لحركة السير وخسائر مادية جسيمة.
و تركزت الأضرار، حسب مصادر محلية، بشكل كبير في جماعة العروي، حيث غمرت السيول عدداً من المنازل والأحياء المنخفضة، مما تسبب في إتلاف الممتلكات الخاصة والمعدات المنزلية.
المشهد لم يكن أفضل حالاً في “تاويمة” ومدخل مدينة الناظور، وبالتحديد عند المحور التجاري، حيث بلغ منسوب المياه ارتفاعاً غير مسبوق، أدى إلى عرقلة حركة المرور وتوقف العديد من المركبات.
وقد جرفت السيول عدداً من السيارات المتوقفة في الشوارع، وظهرت مشاهد مؤلمة لمركبات غارقة بالكامل، خاصة قرب قنطرة السكة الحديدية الرابطة بين سلوان والمنطقة الصناعية. هذه الخسائر المادية أثارت استياءً عارماً لدى الساكنة التي تطالب بـ تعويضات عاجلة.
كما أدت الفيضانات إلى إغلاق وانقطاع الطريق الوطنية الرابطة بين العروي وسلوان بالكامل، مما عزل المنطقة.
وسارعت السلطات المحلية ومصالح الوقاية المدنية إلى التدخل لتقديم المساعدة. وشملت التدخلات عمليات إنقاذ عاجلة للمواطنين الذين حوصروا داخل سياراتهم أو منازلهم، حيث سجلت عملية إنقاذ نوعية لشخص جرفته السيول في منطقة “تاويمة” ، في تجاوب سريع من الأجهزة الأمنية لتفادي أي خسائر بشرية.
وأجمعت سكانة المناطق المتضررة على أن هذه الفيضانات تعكس بجلاء ضعف البنية التحتية وغياب قنوات كافية وفعالة لتصريف مياه الأمطار. وطالبوا بضرورة إيجاد حلول جذرية ومستدامة لهذه “النقطة السوداء” التي تتكرر مع كل تساقطات مطرية قوية، مشيرين إلى أن الإهمال في تحديث شبكات الصرف الصحي هو المسؤول الأول عن تفاقم الكارثة.
ويشير خبراء محليون إلى أن التوسع العمراني غير المنضبط، بالإضافة إلى عدم صيانة وتهيئة مجاري الأودية بشكل دوري، كلها عوامل ساهمت في تحويل الأمطار العادية إلى سيول مدمرة.