الشركة الجهوية متعددة الخدمات مراكش–آسفي تحتفل بعامها الأول وتكشف عن برنامج استثماري ضخم بقيمة 28 مليار درهم
في تظاهرة هادفة ومميزة، أطلقت الشركة الجهوية متعددة الخدمات مراكش–آسفي (SRMS) اليوم الثلاثاء فعاليات “الأبواب المفتوحة”، وذلك من قلب متحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب-أمان بمدينة مراكش.
يأتي هذا الحدث الاستراتيجي بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لتأسيس الشركة، مؤكداً التزامها القوي تجاه قضايا التنمية المستدامة والحفاظ على الموارد الحيوية في الجهة.
وتندرج هذه الأبواب المفتوحة ضمن سلسلة من اللقاءات التحسيسية والتوعوية الشاملة، التي تستهدف بشكل أساسي العموم، والطلبة، وتلاميذ مختلف أقاليم جهة مراكش آسفي، بهدف ترسيخ ثقافة المحافظة على الماء و ترشيد استعماله، والتعامل المسؤول مع الموارد المائية الثمينة في ظل التحديات البيئية الراهنة.
المدير العام يكشف عن استراتيجية واضحة للخدمة العمومية
وخلال كلمته الافتتاحية بالمناسبة، أكد السيد المدير العام للشركة الجهوية متعددة الخدمات مراكش–آسفي أن تأسيس الشركة جاء “ثمرةً لإصلاح وطني طموح أطلقته الدولة المغربية لتحديث وتجويد قطاع توزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء والتطهير السائل”، مشيراً إلى أن هذا الإصلاح يجسد الجهوية المتقدمة ويمنح الجماعات الترابية إمكانية تدبير خدماتها الحيوية بكفاءة وقرب من المواطن، الذي “يظل في صميم اهتماماتنا وغاية كل مجهوداتنا”.
وكشف المدير العام عن وضع الشركة “برنامجاً استثمارياً طموحاً تتجاوز قيمته 28 مليار درهم، يُنفذ على مدى ثلاثين سنة، منها أكثر من النصف خلال العشر الأولى”.
ويهدف هذا البرنامج إلى ضمان تأمين التزويد بالماء والكهرباء، وتوسيع الشبكات في المناطق القروية، وتحسين جودة الخدمات والبنيات التحتية.
مشروع تحلية مياه البحر… ركيزة للأمن المائي
وبخصوص المشاريع الاستراتيجية، أبرز المدير العام أن الشركة تعتز بمشروع نقل مياه البحر المحلاة من آسفي إلى مراكش الكبرى، وهو مشروع استراتيجي “بكلفة تناهز 4.3 مليارات درهم، ويُعدّ ركيزة أساسية لضمان الأمن المائي لملايين المواطنين، وتعزيز صمود الجهة أمام تحديات التغير المناخي، وتجسيداً حقيقياً لرؤيتنا نحو مستقبل مائي آمن ومستدام”.
كما أكد المدير العام على التزام الشركة بالبعد البيئي من خلال اعتماد حلول مستدامة لإعادة استعمال المياه المعالجة وترشيد الاستهلاك، مشدداً على أن هذه الأيام المفتوحة هي “تجسيد لقناعة راسخة بأن الخدمة العمومية لا تكتمل إلا بالتواصل المباشر مع المواطن”، لتعزيز روح الانتماء والمسؤولية المشتركة.
وتشكل فعاليات “الأبواب المفتوحة” فرصة سانحة لتعزيز التعاون والشراكة البناءة بين الشركة ومختلف الفاعلين، لتأكيد دور الشركة الجهوية متعددة الخدمات مراكش–آسفي كرافعة محورية للتنمية المستدامة والتعاون المشترك في المنطقة.