الدرك الملكي بفاس يفكك شبكة تهريب الكوكايين بين تاونات والحسيمة ويكشف خيوط غسيل الأموال
شهد إقليما تاونات والحسيمة عملية أمنية نوعية قادتها عناصر الدرك الملكي بفاس، وتمكنت من خلالها من تفكيك مسار خطير لتهريب الكوكايين كان ينشط منذ أشهر عبر ممرات جبلية وعرة، معتمداً على شبكة منظمة تجمع بين النقل السري والتمويه التجاري وغسيل الأموال. انطلقت العملية بعد تحريات دقيقة رصدت تحركات مشبوهة على مستوى مناطق إيكاون وإساكن، المعروفتين بالطبيعة الجبلية القاسية التي يستغلها المهربون لتفادي المراقبة. وأثمرت التحريات تحديد هوية عدد من المتورطين، بينهم شخص بارز معروف بلقب “أزرو”، كان يلعب دوراً محورياً في تنسيق عمليات النقل واستعمال سيارات مكتراة وتحريك واجهات تجارية لإخفاء العائدات.
وقد كشفت الأبحاث التي باشرتها الضابطة القضائية عن وجود شبهة قوية حول استعمال بعض الأنشطة التجارية ووكالات كراء السيارات لتبييض الأموال المتحصلة من الاتجار الدولي في المخدرات، كما تم حجز معطيات رقمية ومراسلات على تطبيقات تواصل يرجح أنها تتضمن تفاصيل عن باقي أفراد الشبكة ومسارات الإمداد والتمويل. وتستمر التحقيقات بشكل موسع، حيث يتوقع أن تطيح العملية بأسماء أخرى قدمت خدمات لوجستية أو مالية دون أن تكون ظاهرة في الواجهة.
وتعد هذه الضربة الأمنية واحدة من العمليات المهمة التي نجحت في وقف نشاط شبكة كانت تستهدف إغراق المنطقة بالكوكايين، معتمدة أساليب متطورة في التنقل والإخفاء. وتؤكد هذه العملية قدرة الأجهزة الأمنية على تتبع خيوط الجريمة المنظمة، وفك شبكات معقدة توزع الأدوار بين الجبال والمراكز التجارية، مما عزز الشعور بالأمن وقطع الطريق أمام امتداد نشاطات كانت مرشحة للتوسع لولا التدخل الاستباقي الذي أنهى هذا المسار الإجرامي.