آسفي تلبس السواد بعد فاجعة الفيضانات… حصيلة ثقيلة وجراح مفتوحة
خيّم الحزن والأسى على مدينة آسفي، صباح الاثنين 15 دجنبر الجاري، بعدما استفاقت الساكنة على وقع فاجعة إنسانية خلّفتها الفيضانات العنيفة التي ضربت الإقليم في الساعات المتأخرة من مساء الأحد، في واحدة من أكثر الليالي قسوة التي عرفتها المنطقة في السنوات الأخيرة.
السيول الجارفة التي باغتت الأحياء السكنية والأودية تسببت، حسب معطيات أولية، في وفاة 37 شخصًا، إضافة إلى تسجيل عدد كبير من المصابين، نُقلوا على وجه السرعة إلى المستشفيات لتلقي الإسعافات الضرورية، وسط استنفار غير مسبوق لمختلف المصالح المعنية.
ولم تقتصر آثار هذه الكارثة الطبيعية على الخسائر البشرية فقط، بل خلّفت أيضًا أضرارًا مادية جسيمة شملت منازل سكنية، وطرقات، ومركبات، وبنيات تحتية، ما زاد من معاناة الساكنة التي وجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع قوة الطبيعة.
وتحولت شوارع وأحياء بأكملها إلى مساحات موحلة، فيما عاش المواطنون لحظات رعب حقيقية، خاصة في المناطق المنخفضة التي اجتاحتها المياه بسرعة قياسية، دون أن تمنح السكان فرصة للنجاة أو إنقاذ ممتلكاتهم.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه عمليات التمشيط والإنقاذ، تتعالى الأصوات المطالبة بفتح تحقيق جدي للوقوف على مدى جاهزية البنية التحتية، ونجاعة التدابير الوقائية، خاصة في ظل التحذيرات الجوية المسبقة التي سبقت هذه التساقطات الاستثنائية.
فاجعة آسفي أعادت إلى الواجهة من جديد أسئلة مؤلمة حول التخطيط الحضري، ومآل مشاريع تصريف مياه الأمطار، ومدى استعداد المدن المغربية لمواجهة التقلبات المناخية الحادة، في انتظار أن تتحول هذه المأساة إلى نقطة مراجعة حقيقية بدل أن تُطوى كما سابقاتها.