كندا تقيم جنازة مهيبة للمغربي ضحية هجوم مسجد كيبيك وجثمانه يصل غدا البيضاء

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

الملاحظ جورنال / و م ع

نظمت جنازة مهيبة، الجمعة 3 فبراير 2017، بمركز المؤتمرات بكيبيك، تكريما لأراوح ثلاثة من بين الضحايا الستة للهجوم الإرهابي الذي استهدف المركز الثقافي الإسلامي بكيبيك، من بينهم المغربي عز الدين سفيان، وذلك بحضور رئيسي وزراء كندا وكيبيك، جاستن ترودو وفيليب كويار.

في جو من الخشوع والمهابة، جرت جنازة عز الدين سفيان (57 سنة وأب لثلاثة أطفال) ومامادو تانو باري وإبراهيما باري، المنحدرين من غينيا، في القاعة الكبرى للمركز، التي أعدت لاستقبال أزيد من 6 آلاف شخص، حيث حضر جمع غفير جله من المسلمين من مختلف الأعمار، والذين ما زالوا تحت وقع الصدمة من هذا العمل الجبان والوحشي، وذلك لتأبين أرواح الضحايا الثلاث ودعم عائلاتهم.

وبالإضافة إلى أعضاء عائلات الضحايا، وأقربائهم وأصدقائهم، تميز الحفل بحضور عمدة كيبيك، ريجي لابوم، والقنصل العام للمملكة بمونريال، حبيبة الزموري، وسفير غينيا بأوتاوا، سارامدي توري، والقنصل العام لفرنسا بكيبيك، لورانس ناغونور، والعديد من الشخصيات والمسؤولين والسياسيين من مختلف المشارب، بالإضافة إلى رجال دين وممثلين عن مختلف الطوائف والجاليات.

يذكر أن حفلا جنائزيا مماثلا جرى الخميس الماضي بالمركز الرياضي لمونريال لتأبين الضحايا أبو بكر ثابتي (تونس) وعبد الكريم حسن وخالد بلقاسمي (الجزائر).

ووضعت نعوش عز الدين سفيان وممادو تانو باري وإبراهيما باري بشكل مصطف على الأرض، تعلوها أكاليل كبيرة من الورد الأبيض، وفي الخلفية رفرفت أعلام كندا وكيبيك ومدينة كيبيك والمغرب وغينيا وفرنسا.

في بداية الحفل التأبيني، الذي تميز بمشاعر متدفقة لمختلف الحاضرين، ألقى الإمام حسن غيلي، عن مجلس أئمة كيبيك، كلمة تطرق فيها إلى هذا الحادث المأساوي بسبب الجهل، داعيا مجتمع كيبيك وكندا إلى الوعي والمرور للعمل لبناء مجتمع أفضل.

في خطاب مماثل تخللته بعض الكلمات العربية، رجا رئيس وزراء كيبيك، فيليب كويار، أن يدوم هذا الزخم من التعاطف والتضامن الذي طبع الأسبوع الجاري، معربا عن الأمل في أن يخلف موت هؤلاء الأشخاص الستة وراءه “نهرا من الأمل والأخوة”.

وأبرز أنه “قد قيل الكثير واستمع للكثير، ونأمل أن يكون قد تم إدراك الكثير، إذا ما تحدثنا عن المساواة، للجميع، فإن ذلك يعني شيئا”، مشددا على أنه “يتعين أن نستأصل من مجتمعنا الكراهية والأحكام المسبقة والعنصرية”.

من جانبه، أشار عمدة كيبيك أن كل المجتمع متأثر بسبب هذه المأساة لكنه سيخرج منها أكثر قوة ووحدة وتنوعا وتضامنا في الشدائد.

من جانبها، أبرزت القنصل العام للمملكة المغربية بمونريال، حبيبة الزموري، أن حضور ترودو وكويار وكذا أعضاء الحكومة والطبقة السياسية في حفلي التأبين الخميس بمونريال والجمعة بكيبيك كان دعما كبيرا لكل أفراد الجالية المسلمة، معربة عن شكرها، باسم المملكة وكل الجالية المغربية، لهم ل “مبادراتهم التضامنية الأكثر أخوية والمحمودة”.

وأبرزت أن مدينة كيبيك تجمعنا اليوم، بنفس الإحساس بالتراحم، ونفس الدموع ونفس الحزن والألم، لتأبين ثلاثة من الضحايا المأسوف عليهم، من بينهم المرحوم عز الدين سفيان، الذي أسلم الروح في “سياق بطولي حينما آثر التضحية بروحه من أجل إنقاذ حياة القريبين منه، بفضل خصاله ولطفه وكرمه”.

كما أشارت إلى أن الهجوم الذي وقع الأحد الماضي لم يستهدف فقط المركز الثقافي الإسلامي، بل كل كندا وقيم الانفتاح والعيش المشترك، مضيفة أن “تضامننا يعد السلاح الوحيد الذي سيمكننا من المضي قدما، والتغلب على الشر، وتشجيع السلام والتعايش والتسامح”.

وآثر العديد من المتدخلين، من بينهم أسقف كيبيك، الكاردينال جيرالد سيبريان لاكروا، وسفير غينيا وقنصل فرنسا وممثلين عن الجاليتين المسلمة والغينية، الدعوة إلى الوحدة والتضامن وهدم أسوار الجهل والخوف غير المبرر، والسلام في إطار من العيش المشترك واحترام الاختلاف والقبول بالآخر، وكذا توحيد الجهود من أجل القضاء على الكراهية والخوف من الأجانب ومعاداة الإسلام.

واختتم هذا الحفل التأبيني بأداء صلاة الجنازة وبعدها رفعت دعوات لكي ترقد أرواح الضحايا بسلام، داعين العلي القدير أن يتغمدهم في جنته الواسعة وإلهام ذويهم الصبر والسلوان.

وتوالت شهادات وكلمات كبار المسؤولين والشخصيات الكندية والكيبيكية الداعية إلى مزيد من الاتحاد والالتحام، والتي حرصت على الإدانة الشديدة لهذا العمل المشين، وتكريم أرواح الضحايا، والتعبير عن الدعم اللامحدود لعائلاتهم المكلومة، وتضامنهم مع كافة الجالية المسلمة خلال هذا الظرف الأليم.

في هذا السياق، أكد رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو أن هذا الهجوم الإرهابي هز الجالية المسلمة بكيبيك وكل الكنديين، داعيا إلى اختيار “الاتحاد والمحبة” ومتابعة العمل ضد “الظلم” والتأمل في الكلمات التي تستهدف “بعض المواطنين عبر إقصائهم، والاستهزاء بهم بسبب أصولهم او دياناتهم”.

وقال إن “الوقت حان لأن يعي أصحاب هذا الخطاب، سواء كانوا سياسيين أو فاعلين أو شخصيات عمومية، حجم الضرر الذي قد تتسبب فيهم كلماتهم”.

وأضاف ان “المسؤولية تقع على عاتق كل واحد منا لمكافحة الظلم والتمييز اليومي، علينا ان نتخذ الخطوات التي تعكس ما نحن عليه. كندا، هذا البلد الذي أحب مامادو وإبراهيما وعز الدين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *