أيام إدماج الطالب مراهنة من جامعة القاضي عياض على ترصين مجال الرؤية المعرفية والمهارية للخريجين

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

ملاحظة أن البعد الثقافي لأيام إدماج الطالب، التي انطلقت الخميس 5 أكتوبر الجاري، والمرتقب تواصله، الجمعة 6 نفس الشهر، والمتضامة حركة فعالياته بتنظيم من كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش، في ظل موضوع “جميعا من أجل فضاء أخضر”، يبقى الرابط بين مختلف الأنشطة التي تندرج في سياق هذه الأيام، التي تراهن على تقديم التوجيه والمساعدة لطلاب الكلية بكيفية حصرية، وعموم الطلبة بمختلف الكليات والمعاهد والمدارس التابعة للجامعة، تبعا لما تقتضيه وتتطلبه ظرفية الملائمة المعرفية والعلمية للطلبة، مع معايير التشغيل، وقيم سوق الشغل، سيما، وأن أيام إدماج الطالب تلفت إلى “العديد من النقائص لدى المتخرجين، الذين يجدون الكثير من الصعوبات للإندماج السريع في الحياة المهنية”، باعتبار المقتطف من الملف الصحافي الذي رافق هذه الأيام، وذلك، “رغم جودة التعليم الجامعي بالمغرب”، يقول نفس المصدر.

وقد جاء ابتكار هذه الأيام لتجاوز النقص، برفع المد من المهارات المعرفية، وترصين الإكتساب في أفق تأهيل مجال الإدماج للطلاب طبقا للمتطلب من المهارات التي تعد وتعتبر مقاييس للإندماج السريع في سوق الشغل، والتحصل على شغل في مجتمع المعرفة، وإذ في سياق هذا التوجه “أبدعت هيئة التدريس بجامعة القاضي عياض، الرائدة في هذا المجال، من خلال إقحام ماستر الوحدات العرضية في البرنامج العام لإعداد الشباب ومساعدتهم على الإندماج في سوق العمل، وجعلهم مواطنين مسئولين وناجحين”، استنادا على نفس المصدر الذي ارتبطت لديه تلك النقائص لدى المتخرجين الجامعيين، بالمؤهلات المرتبطة ب”التطور الشخصي، الثقة بالنفس، المهارات الذاتية، التمكن من اللغات الأجنبية والثقافية”، باعتبار ما حمله الملف الصحافي لأيام إدماج الطالب برسم السنة الجامعية 2017- 2018، والذي استزاد مظهرا حول هذه المهارات بقوله “وهي المؤهلات التي تصل إلى 50% من المهارات المطلوبة في سوق العمل، وكذا في الحياة اليومية”.

وأفصح ذات المصدر، بأن الوحدات العرضية التي أبدعتها هيئة التدريس بالجامعة، تقوم على محورين رئيسين، الأول: (المهارات الذاتية) التي تقترح على الطلبة “برنامجا غنيا ومترابطا لتطوير الثقة بالنفس، واحترام الذات واكتساب الأدوات الضرورية التي تمكنهم من مواجهة العديد من الحالات: اجتياز الإمتحانات، اللقاءات المهنية، تنشيط الفرق، وكذا، المبادرات الجمعوية”، في ساق الآخر ضمن محور (اللغات الأجنبية والثقافة)، بالنظر إلى اللغات ليس فقط ” وسيلة للتواصل”، إنما باعتبارها “وسيلة للمشاركة، التبادل، التنقل والإرتقاء”، وانطلاقا من كون “التنمية الثقافية هي أيضا مكسب لا يمكن تجاهله، حيث تفتح آفاقا واسعة وتسهل الإندماج والتأقلم”؛ وهما الوحدتان اللتان سيشرع في تفعيلهما بجامعة القاضي عياض، ابتدءا من السنة الجامعية الجارية 2017- 2018، وحيث من خلالهما سيتمكن طلبة الماستر بالجامعة من اكتساب المعارف والمهارات.

في إطار ذلك، ثبت عميد كلية الحقوق والعلوم الإقتصادية بمراكش، يوسف البحيري، في تصريح مد به وسائل الإعلام التي رافقت اليوم الأول من أعمال أيام إدماج الطالب، بأن الجديد الذي يميز هذه السنة “إدخال تعليم اللغات بشكل إلزامي، وكذلك تعليم المهارات الذاتية والكفاءات الأفقية، فلأول مرة في تاريخ الجامعة المغربية تم إدخال 20% من هذه التكوينات بسلك الماستر الذي بدأته الجامعة اليوم بإدراج 48 ماستر وإجازتين مهنيتين في نطاق هذا النظام الجديد، وهذا النظاق هو ما يشكل عمل الجامعات الدولية”، وإذ أن المؤمل بحسب نفس التصريح أن “تدخل جامعة القاضي في هذا السياق العالمي، إذ أن الجامعة مشرفة اليوم على ترتيبات عالمية مقارنة مع الجامعات الدولية، وهذا هو ما تعمل علية الجامعات الأمريكية والجامعات الأوروبية”، مشيرا إلى أن جامعة القاضي افتتحت هذا السياق ب “نسبة 20% من التكوينات في اللغتين الإنجليزية والفرنسية من المحتمل جدا التغلب عليها، وكذلك، بالنسبة لتعليم المهارات الذاتية والكفاءات الأفقية، وما يتعلق بكفاءات الرقمنة المطلوبة لدى الشركات التي أبدت من خلال البحث الذي قمنا به معيتها تجاوبها مع هذه التكوينات التي لم تطرح لديها مشاكل في تكوينات العلوم أو العلوم الإنسانية”.

عملية التطوير للرصيد المعرفي والمهاري لدى الطالب، تحدث في سياق وضع معرفي متغير باستمرار، مستدع للتكوين المستمر مواكبة للرقمنة التي فعلت في تشكيل معارف تخضع لسلطة العولمة المعرفية، وتقع تحت طائلة وحدة الإنتقال من مجتمع “المعلومة” إلى “مجتمع المعرفة”، وهي العملية التي كتب حولها رئيس جامعة القاضي عياض، خبير الطاقة، البروفيسور، عبد اللطيف الميراوي ما نصه : “يعيش العالم اليوم، مرحلة انتقالية كونية تطبعها نماذج تكنولوجية وسوسيو اقتصادية جديدة، وفرص تنموية حديثة، إضافة إلى تحول كبير في طرق الإنتاج والإستهلاك والتواصل، مما يفرض على المقاولات والمؤسسات التأقلم معها، وتغيير الإستراتيجيات من أجل مواجهة تحديات عصرنا”.

يذكر إلى ذلك، أن أيام إدماج الطالب بجامعة القاضي عياض، تترافق مع تنظيم معرض للطلبة الأفارقة، ويستهدف بالإضافة إلى إظهار التنوع الثقافي للقارة الحابلة بتعدد التعبير الفني عن الممارسة الثقافية في ارتباطها ب “الجواني” و “البراني”، ومن خلال الممارس التمصل بفن “العيش”، يستهدف تعميق التجسير للهوية الوطنية للمملكة استطلاعا للبعد الأفريقي للمملكة التي تتجذر جذورها في جوهر العملية الوجودية للقارة الأفريقية، وقضايا التنمية بها، والتي تثق في النموذج المغربي نحو تحقيق تنمية مستدامة، تعتمد على المملكة في تسويق رؤية أفريقيا نحو الحداثة والتجديد، ونحو بلورة طموح “أمنا أفريقيا”.

تجذر الإشارة، أنه سيتم الجمعة الثاني من أيام إدماج الطالب، تدشين محطة معالجة المياه العادمة التي ستسخر في سقي الفضاء الأخضر للجامعة، وهو ما يؤشر على استمرار الجامعة في حماية مجالها الطبيعي، وحماية المنظومة البيئية بها، تكريسا للأهداف البيئية التي كانت مثار فعاليات مؤتمر الأطراف غي الإتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 22)، الذي احتضنته مراكش في نونبر من السنة 2016.

 

الصورة: عبد الله أيت بيوركان

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *