بعدما تأكد رسمياً تنظيم جبهة البوليساريو الانفصالية استعراضات واحتفالات عسكرية ضخمة غداً الأحد في المنطقة العازلة تيفاريتي، بحضور وفود تمثل الدول الداعمة والمتعاطفة، احتج المغرب لدى الأمم المتحدة بنيويورك على استمرار مثل هذه الاستفزازات الخطيرة في مناطق مشمولة بوقف إطلاق النار.
وأفادت مصادر من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بأن سفير المملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، سيصدر بلاغاً من نيويورك، مقر المنظمة الأممية، يدعو فيه الأمين العام للأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليته إزاء هذا الزحف المتواصل نحو المنطقة العازلة.
ذات المصادر لم تستيعد أن تكون هذه الخطوة التصعيدية مدعومة من قبل الجزائر لإشعال المنطقة، ردا على الاتهامات التي وجهتها الرباط إلى الجزائر بممارسة دور خفي بتنظيم التنسيق بين حزب الله اللبناني الشيعي وجبهة البوليساريو.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، قد كشف لأول مرة منذ اندلاع أزمة قطع العلاقات مع طهران، أن الجزائر قدمت التغطية والدعم الفعلي والمباشر للاجتماعات التي عقدتها كوادر حزب الله وقيادات من البوليساريو.
وأكد بوريطة، في حديث للأسبوعية الدولية “جون أفريك”، أن بعض الاجتماعات بين البوليساريو وحزب الله تم عقدها في “مكان سري” بالجزائر العاصمة معروف لدى الأجهزة الجزائرية، ومستأجر من طرف المدعوة “د. ب”، وهي جزائرية متزوجة من أحد كوادر حزب الله، تم تجنيدها كعميلة اتصال تابعة لحزب الله، خاصة مع البوليساريو.
ومن شأن التوغلات العسكرية الجديدة لميليشيات البوليساريو أن تُعيد ملف الصحراء إلى نقطة الصفر، بعد قرار مجلس الأمن الأخير الذي دعا الجزائر إلى تحمل مسؤوليتها في حل النزاع وحذر من اقتحام الجبهة لمنطقة الكركرات ومحاولتها نقل بعض المنشآت الإدارية والعسكرية إلى بئر لحلو وتفاريتي.