أنهت ابتدائية أكادير الإثنين 9 فبراير الجاري، محاكمة الشبان الثلاثة من أنصار فريق الكوكب المراكشي، المتهمين في ملف الشغب، على خلفية المباراة التي جمعت قبل دورتين من الدوري الإحترافي المغربي بين الكوكب المراكشي وحسنية أكادير، بأحكام أقل ما توصف به، بأنها أحكام تربوية لا زجرية، تناغما مع الإتهامات التي لا تعدو أن تكون من باب سد الدرائع لافتقارها إلى بينة تثبت درجة الجرم ومستوى خطورته، ما يمكن تصنيفه ضمن الإختلاق وتوزيع الإتهامات في محاضر اتسمت بالسرعة، ومحاولة التخلص بأقصر الطرق منها، وذلك بهدف إقحام القضاء وتحميله تبعات النظر دون توفر أسباب المتابعة، كما أكد على ذلك الدفاع في مرافعاته في مختلف أطوار المحاكمة.
ومن حسن حظ الشبان الثلاثة، أن القضاء كان نزيها بكل المقاييس، حيث لم يتجاوب إلا بالنزر اليسير مع محاضر الضابطة القضائية، بقدر ما اعتمد على حسه الإنساني وهو ينظر في هذه النازلة، فقضى في حق شابين بشهر واحد موقوف التنفيذ وغرامة مالية حددها في مبلغ 1200 درهمالكل منهما، في ما حكم على الثالث بشهر نافذ.
ما يهم في هذه النازلة، هو المؤازرة وتضحية الأهل، وصبرهم، في أثناء مواكبتهم مسار القضية، إلى جانب شباب جمعوي من أكادير، بما أبان عنه من حس شبابي ووقفة المساندة لشباب لا هم في العير ولا هم في النفير، وجدوا أنفسهم ضمن قائمة اتهام عاصفة، ولو لا صلابة الدفاع الذي عينته أسر الشبان الثلاثة في غياب تام لمسؤولي فريق نادي الكوكب المراكشي لكرة القدم، أو من ينوب عنهم، ولولا مساندة بعض الشباب الأغاديري الذي نذر جل وقته لمتابعة المحاكمة، وتقديم الدعم المعنوي لأسر المحاكمين، لحدث ما لم يكن في الحسبان.
إنتهت المحاكمة بما أقره القضاء، واطمئنت الأسر للطف النازلة، لكن شيئا وحيدا وواحدا سيظل عالقا بفكر ومخيلة هؤلاء الشباب المشجعين، هو غياب المساندة الفعلية لهم ولذويهم في محنة لم تكن لتحدث لولا عشقهم لفريق أجلوه، وقدروه تقديرا يكبر بالقدر الذي يتحجم فيه من أداروا أظهرهم لعينة من الجمهور، نذرت نفسها لمحبة الكوكب، فعلا وقولا لا ادعاءا، كما خرست الألسنة اللاهجة بالأباطيل في محاولة تبييض بعض المواقف ( شأن البزناسا الذين يفتقرون إلى الشرف وهم كثر) ، مواقف موصومة بكل صيغ التخلي عن واجب مناصرة الجمهور في محنته.