أبت إحدى الجرائد الوطنية اليومية إلا أن تشارك وتعبر عن إمتعاضها وإنتقادها الشديد لما آلت إليه الحالة الإجتماعية للمستفيدين من إستغلال الماء والكهرباء بواسطة توظيف رسم كاريكاتوري معبر عن مستوى التضييق الذي يمارس ضد المواطن جراء الرفع من سعر فاتورة مادة حيوية تشكل شريان عيشه من خلال إستثمار الرسام (الدهدوه) لمجموعة من الإشارات الرامزة إلى القهر والإستهثار والتضييق على العيش من خلال إستغلال تقنيات تشتغل على تعرية الواقع بخطوط إنسلخت من طبيعتها الجمودية لتؤول إلى أدوات كاشفة عن مستوى الإجحاف الذي تمارسه الوكالة ضد المواطن في عيشه،وحريته،وكرامته.
يتشكل الرسم الكاريكاتوري علاوة على الفضاء الشاسع من ثلاثية تزاوج بين القوة القاهرة التي تمثلها مصالح الكهرباء:إحداهن مسلوبة(المواطن )،والأخريتان سالبتان رمزية نجمة العلم الوطني واسلاك التيار الكهربائي.
فضاء الرسم يحتضن مواطنا /إنسانا مغلوبا على أمره،مكبلة يداه إلى الخلف،حافي القدمين،عاري الجسد يتصبب وجهه عرقا،يجلس القرفصاء، مديرا وجهه بإندهاش الى الأسلاك التيارات العليا…
فالرسام من خلال هذا الإبداع المشحون بثورة داخلية، يبعث برسالة تتفجر بدواخله لتعرب عن موقفها الرافض لكل مايدنس كرامة المواطن الذي يجبر على تقبل الزيادات الماكرة والمرفوضة في فاتورات الماء والكهرباء ودون مراعات ظروفه المعيشية التي تزداد سوءا يوما بعد يوم.إنها مهزلة (الإصلاح )التي تموقع من أشرفوا على هذا الإصلاح في خانة العابثين الذين لا يهمهم مصير المواطن بقدر مايهمهم تطبيق إصلاحات وماهي بذلك إن هي في واقع الأمر ليست سوى المزيد من القهر الذي يكشف عن امور لا قبل للطبقة الفقيرة بها ولسان الحال يقول:إضغطوا،وأضغطوا أكثر مادام في جسم المواطن رمق من روح،ونبضة دالة على حياة الخنوع والإذلال القسريين،وتلك مواقف تبرأ منها الرسام.