سكينة ناصح
لا شك أن العنوسة أضحت من أهم الظواهر المنتشرة في مجتمعنا المغربي، فحسب تقرير للأمم المتحدة، تم إصداره أخيرا، بلغت نسبة العنوسة 40 في المائة، فيما احتل المغرب المرتبة الثانية في نسبة العنوسة بين دول المغرب العربي والشرق الأوسط، وهذه الأرقام مرشحة للارتفاع في الأيام القادمة بسبب البطالة و الأزمة الاقتصادية.
وتؤثر العنوسة بشكل سلبي على الجنس اللطيف، خاصة وأن لا واحدة منهن تحب أن يخذلها العمر ويفوتها قطار الحياة، حيث تعاني غالبية الفتيات اللواتي يطاردهن شبح العنوسة من ضغوط اجتماعية وأسرية، وحسب بعض الدراسات فكلما تقدمت المرأة في السن ولم تتزوج إلا وازدادت عدوانيتها أكثر تجاه محيطها والمجتمع وأحياناً تجاه نفسها، كما أنه كلما ارتفع سن المرأة ولم تتزوج انخفض تقديرها لذاتها، وهذا يرجع إلى شعورها بالقلق والتهديد بالخجل والخوف من بقائها وحيدة بعد رحيل والديها وزواج أخواتها بالإضافة إلى إحساسها بالتهميش والرفض من المجتمع.
وفي ذات السياق، أظهرت دراسة حديثة أنجزتها مؤسسة “فاميلي أوبتيميز” المتخصصة في دراسة كل ما يتعلق بالأسرة و الحياة الزوجية أن نسبة العنوسة في المغرب تصل إلى 60 في المائة، مما يعني أن أزيد من 8 ملايين فتاة مغربية هن في حالة عنوسة.
هذا، وتصدرت لبنان حسب ذات الدراسة قائمة البلدان التي سجلت أعلى نسبة عنوسة في العالم العربي، ثم سوريا و مصر ، فالمغرب، السعودية ثم الإمارات، بينما سجلت فلسطين أقل نسبة عنوسة في الوطن العربي.
ومن بين الحلول المقترحة من قبل بعض الأخصائيين للتقليل من ظاهرة المتأخرات في سن الزواج “العنوسة”: التخفيف من غلاء المهور، وعدم تثقيل كاهل الشباب بالمصاريف الزائدة، والابتعاد عن الترتيب بين الفتيات في الزواج ودفع قروض للزواج وإنشاء صناديق لها وإقامة الجمعيات الخيرية لأعراس جماعية، وإعطاء مكافأة للمتأخرين في سن الزواج