صدمة في الأوساط الفنية… رحيل صالح الباشا ينهي مسيرة فنان أمازيغي أيقوني وسط ظروف غامضة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في نبأ أثار صدمة وحزنًا عميقين في الأوساط الفنية الأمازيغية والوطنية، عُثر مساء امس الأربعاء 16 يوليو 2025، على جثة الفنان الأمازيغي المعروف صالح الباشا داخل منزله بدوار إيكيو بجماعة الدراركة، نواحي أكادير.

جاء هذا الاكتشاف المأساوي بعد غياب الفنان عن الأنظار وعدم رده على مكالمات معارفه لعدة أيام، ما أثار قلق المحيطين به ودفعهم لإبلاغ السلطات.
وحسب مصادر محلية، نقلاً عن شهود عيان وجيران، فالراحل كان يعاني من وعكة صحية منذ حوالي أسبوع، وقد لوحظ ذلك في آخر سهرة فنية له، حيث اضطر للجلوس بسبب المرض الذي ألمّ به قبل أن يختفي بشكل مفاجئ.

واكدت ذات المصادر، ان جيران الراحل تفطنوا لصدور روائح غريبة من منزله، ما دفعهم إلى إبلاغ السلطات المحلية والمصالح الأمنية التي حضرت على الفور إلى عين المكان، رفقة عناصر الدرك الملكي.
و بعد فتح باب المنزل، تم العثور على الهالك جثة هامدة. وأكد مصدر مطلع في موقع الحادث أن الوفاة يُرجّح أنها حدثت قبل يومين إلى أربعة أيام.

هذا، وباشرت عناصر الدرك الملكي الإجراءات القانونية المعمول بها في مثل هذه الحالات، وتم نقل جثة الراحل إلى مستودع الأموات بمستشفى الحسن الثاني بأكادير لإخضاعها للتشريح الطبي بناءً على أمر من النيابة العامة المختصة، وذلك بهدف تحديد الأسباب الحقيقية للوفاة التي لا تزال غامضة.

مسيرة فنية حافلة: صالح الباشاصوت من عمق التراث الأمازيغي

خلف رحيل صالح الباشا فراغًا كبيرًا في الساحة الفنية الأمازيغية، فهو لم يكن مجرد فنان بل كان أيقونة تحمل على عاتقها هموم وأفراح مجتمعها.

صالح الباشا، اسمه الفني الذي عرف به على نطاق واسع، هو أحد أبرز رواد الفن الأمازيغي الأصيل في منطقة سوس ماسة، ويشتهر بكونه من الفنانين الذين حافظوا على اللون التراثي الغنائي الأمازيغي وأغنوه بإبداعاته الخاصة.

تميز الباشا بصوته العذب، وأدائه المتقن لقصائد “الروايس” الأمازيغية التقليدية، التي تمزج بين الشعر والموسيقى والحكمة الشعبية. أعماله كانت تتمحور غالبًا حول قضايا المجتمع، الحب، الطبيعة، والتعبير عن الهوية الأمازيغية. لم يكن مجرد مطرب، بل كان شاعرًا وملحنًا في كثير من الأحيان، ينسج الكلمات والألحان ببراعة تعكس عمق تجربته الفنية والحياتية.

إرث خالد وتأثير عميق: أعمال صالح الباشا حاضرة في الذاكرة

رغم أن صالح الباشا لم يكن من الفنانين الذين يميلون إلى الظهور الإعلامي المكثف، إلا أن أعماله الفنية كانت ولا تزال تحظى بتقدير كبير من جمهور واسع.

من أبرز أعماله العديد من الأغاني التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الموروث الغنائي الأمازيغي، وتميزت بكلماتها العميقة وألحانها الشجية. بعض هذه الأعمال تناولت مواضيع اجتماعية حساسة، في حين ركزت أخرى على إظهار جمال الطبيعة السوسية وقيم التكافل الاجتماعي.
وكانت سهراته الفنية محطات مهمة، يجتمع فيها عشاق الفن الأمازيغي الأصيل للاستمتاع بأدائه الفريد.

وقد ساهم الراحل في تعريف أجيال جديدة بالتراث الموسيقي الأمازيغي، وكان له دور في الحفاظ على هذا الإرث من الاندثار في ظل التحولات الثقافية

الحادث المؤلم  خلف حالة من الحزن والاستياء في أوساط معارف الفنان الراحل وساكنة المنطقة، خاصة وأنه كان يعيش بمفرده ويعرف بعلاقاته الطيبة مع أبناء الحي.

 

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.