تاوريرت: مدينة على هامش الاهتمام وسكانها تحت وطأة الإهمال

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في قلب المغرب الشرقي، تختنق تاوريرت في صمت، مدينةٌ أرهقها الإهمال ونال منها التهميش، حتى باتت الحياة فيها أقرب إلى معركة يومية ضد الظروف القاسية. لا مشاريع تنموية تلوح في الأفق، ولا بوادر تغيير تشي بانفراج قريب، فقط بؤس يتكاثر في الأحياء، وشباب تائه يبحث عن بصيص أمل وسط الركام.

تاوريرت اليوم ليست فقط مدينة تغيب فيها فرص الشغل، بل صارت ورشة مفتوحة للبطالة، حيث يتخرج العشرات من الشباب سنويًا ليصطدموا بجدار مسدود من غياب الفرص والاستغلال المقنّع داخل عدد من الشركات التي تضرب عرض الحائط بقانون الشغل، دون رقابة ولا مساءلة.

وإن كان الشغل مفقودًا، فحتى البيئة خانقة. النفايات المتراكمة صارت عنوانًا دائمًا في شوارع المدينة، والروائح الكريهة المنبعثة منها لا ترحم كبار السن ولا الأطفال، بل أجبرت العديد من الأسر على إغلاق نوافذ بيوتها، لتجد نفسها حبيسة جدران تختزن حرارة الصيف ولهيب الغضب المكبوت.

أما البنية التحتية، فحدّث ولا حرج. طرق محفّرة، إنارة غائبة، أحياء تعاني من غياب الماء في بعض الفترات، وأخرى تئن تحت ثقل الصرف الصحي المكشوف. مشهد متكامل لبؤس لا يحتاج كثير تأويل.

في مقابل هذا الواقع المأساوي، تبدو الجهات المسؤولة وكأنها غائبة أو متواطئة مع هذا التردي، فلا تدخلات تذكر، ولا زيارات ميدانية جادة، فقط خطابات متكررة وشعارات فضفاضة لا تسمن ولا تغني من جوع.

أمام هذا الوضع، يظل صوت ساكنة تاوريرت خافتًا، في انتظار من يرفعه عاليًا داخل مؤسسات القرار. فهل تتحرك الجهات الوصية لإنقاذ المدينة من مستنقع التهميش؟ أم سيبقى الصمت هو الجواب الوحيد؟

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.