طفت إلى السطح مؤخرا- وبقوة- بجهة درعة تافيلالت حركة تحمل اسم “شباب التغيير” تضم عشرات الشباب من أقاليم الجهة الخمسة، يجمعهم هدف واحد، وهو التغيير من داخل المؤسسات المنتخبة، والمساهمة في تحسين أوضاع ساكنة الجهة.
وتروم هذه الحركة تشبيب المشهد السياسي المحلي والجهوي والوطني من خلال تنزيل التوجهات العليا للبلاد نحو تقوية حضور قيادات شابة مؤمنة بالتغيير والقطع مع ما سمته بـ”الحركات التصحيحية الإقصائية المشتتة للمشهد الحزبي”.
“نؤمن بإمكانية إحداث تغيير للأوضاع من داخل المؤسسات المنتخبة”، يقول يوسف أوزكيض، وهو أحد النشطاء داخل حركة “شباب التغيير”، في حديث مع “العمق” مشيرا إلى أن ظهور الحركة سببه البلوكاج التنموي الذي عاشته وتعيشه درعة تافيلالت وكذا رداءة العمل السياسي وتمييعه من طرف بعض المنتخبين.
واسترسل أوزكيض في سرد أسباب نزول حركة “شباب التغيير” معددا سلبيات السياسيين الحاليين في”غيابهم التام وضعف مستواهم فيما يخض الترافع والتواصل مع من صوتوا عليهم، وأيضا مساهمتهم في إشعال فتيل القبلية المقيتة، وزرع العنصرية بين أبناء المنطقة”.
وهو ما اعتبره المتحدث، “يؤثر سلبا على بناء مجتمع متماسك تكون فيه الكفاءة هي المحدد في اختيار الشخص المناسب عوض التقزيمات التي لا تخدم إلا مصلحة بعض “الأعيان” الذين لا يهمهم إلا مصلحتهم الشخصية”.
دخول غمار السياسة، يلزمه الانخراط في الأحزاب السياسية القائمة، وبحسب أوزكيض، فتنفيذ برنامج حركة “شباب التغيير”، لن يكون إلا بالانخراط في حزب قريب من توجهاتهم ويقبل أفكارهم كشباب طموح وبمرجعيات مختلفة يؤمن بالتعدد والاختلاف؛ بأفكار أمازيغية و”تمازيرتية” نسبة إلى تمازيرت (أي بلدة مسقط الرأس والنشأة)، يسارية و يمينية، وفق تعبيره.
وأبرز، أن شباب الحركة تلقوا عروضا من عدة أحزاب سياسية، وسيقومون بدراستها بكل شفافية، واختيار الأنسب والأقرب لتطلعات “شباب التغيير” الذين هم خليط من أبناء المنطقة منهم من له تجربة سياسية سابقة ومنهم شباب جمعويون يئسوا من حال التنمية والسياسة بالمنطقة ومنهم شباب لم يسبق لهم أن انخرطوا في العمل السياسي.
وشدد المتحدث، على أن الحركة ستشارك بكل عزيمة وقوة في الاستحقاقات المقبلة، وستعمل إلى جانب كل من له رغبة في التغيير، وستقوم بتغطية كل جماعات الأقاليم بالجهة، من خلال اختيار طاقات شابة ومخضرمة مشهود لها بالمصداقية والنزاهة، والتي ستعمل كل ما في وسعها لتغيير الأوضاع إلى الأفضل.
وبدأت حركة “شباب التغيير”خطتها في تشجيع الشباب على العمل السياسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولقاءات ميدانية، ويقول أوزكيض في هذا الصدد، “نحن راضون بما نحققه في هذا الاتجاه ونأمل في إقناع نسبة كبيرة من الشباب الذين نعتبرهم صمام أمان التنمية بالجهة.
كما نفى أن تكون مبادرتهم رد فعل لقطع الطريق على الأعيان، حيث يؤكد، أنها مبادرة جاءت لخدمة المنطقة، إلى جانب بعض الأعيان النزهاء والغيورين، ومختلف الفئات المجتمعية من أجل إنقاذ المنطقة من البلوكاج التنموي، وإعادة الاعتبار للمؤسسات المنتخبة بالجهة…
ويؤمن أوزكيض، بقدرة “شباب التغيير” على ترجمة خطتهم على أرض الواقع، خلال الانتخابات المقبلة مؤكدا في هذا الإطار، “نحن متأكدون أننا سننجح.. ليس بكثرة أموالنا، وإنما بصلابة أفكارنا وإيمانينا القوي بقدراتنا كأبناء هذه المنطقة في إحداث تغيير لن يكون إلا في خدمة تنمية المنطقة برمتها بعيدا عن المصلحة الشخصية الضيقة”.