غاب المغرب عن المؤتمر الدولي الثاني حول ليبيا المقام في العاصمة الألمانية، برلين، بمشاركة وزراء خارجية 17 دولة.
ولم يمثل المغرب أي مسؤول دبلوماسي، في مؤتمر برلين المنعقد اليوم حول أزمة ليبيا، وذلك خلال جلسة الإفتتاح التي ترأسها وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، حيث تم تسجيل غياب ناصر بوريطة وزير شؤون الخارجية .
وكانت وزارة الخارجية الألمانية قد وجهت دعوة إلى المغرب من أجل المشاركة في مؤتمر “برلين 2” الذي ينعقد في 23 و24 يونيو الجاري.
وكان مقررا أن يشارك المغرب في هذا المؤتمر بناء على طلب من الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن الأزمة الدبلوماسية بين الرباط وبرلين طغت على الأجواء بعدم استجابة المغرب لهذه الدعوة.
وعقدت برلين في يناير 2020 مؤتمرا دوليا حول ليبيا ولم توجه دعوة المشاركة إلى المغرب، وهو ما أثار غضب الرباط التي عبرت عن استنكارها من محاولة ألمانيا محاربة الدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب، وتحديدا دوره في الملف الليبي.
يشار أن المغرب واصل توسطه من أجل الوصول إلى حل للأزمة الليبية، حيث التقى ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية، قبل أسبوعين وبشكل منفصل مع رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري ورئيس البرلمان الليبي في طبرق لمواكبة الحوار الليبي ودعم فرص التواصل والحوار بين مختلف الفرقاء.
وتعد هذه المحادثات في الرباط هي الأحدث في إطار جلسات التفاوض التي استضافتها المملكة وشارك فيها ممثلون عن طرفي النزاع في ليبيا.
ويذكر أن المغرب كان قد قرر “تعليق كل علاقة اتصال أو تعاون” مع السفارة الألمانية في المملكة، وفق ما ورد في مراسلة لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي ناصر بوريطة، وجهها لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني وباقي أعضاء الحكومة.
وأشار فيها إلى أن هذا القرار “جاء بسبب سوء التفاهم العميق مع ألمانيا في قضايا أساسية تهم المملكة”.
وحددت وزارة الخارجية المغربية في بلاغها الأخير، ثلاثة أسباب دفعت المملكة إلى اتخاذ هذه المواقف في علاقاتها مع ألمانيا، وجاء في البيان: “سجلت ألمانيا موقفا سلبيا بشأن قضية الصحراء المغربية .. جاء هذا الموقف العدائي عقب الإعلان الرئاسي الأمريكي الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما يعتبر موقفا خطيرا لم يتم تفسيره لحد الآن”.
وأضاف البيان: “هناك محاربة مستمرة لا هوادة فيها للدور الإقليمي المغربي، وتحديدا بالملف الليبي، و(ظهر) ذلك في محاولة استبعاد المملكة دون مبرر من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية المخصصة لهذا الملف، كتلك التي عقدت في برلين”، مضيفا أن “السلطات الألمانية تعمل بتواطؤ مع مدان سابق بارتكاب أعمال إرهابية، سيما من خلال الكشف عن معلومات حساسة قدمتها أجهزة الأمن المغربية إلى نظيرتها الألمانية”.