رد وزير الخارجية الإسبانية، خوسيه مانويل ألباريس، أمس الخميس، على محاولة الإقتحام الجماعي لمليلية المحتلة من طرف آلاف المهاجرين غير النظاميين خلال اليومين الأخيرين.
واعتبر ألباريس، خلال مقابلة صحفية أمس الخميس 3 مارس الجاري، أن محاولة القفز الجماعية نحو مليلية المحتلة “حقيقة مقلقة للغاية”، موردا قوله “لقد أمضينا شهورًا عديدة دون حدوث هذا النوع من القفزات”، وفق ما نقلته صحيفة “abc” الإسبانية.
وشدد رئيس الدبلوماسية الإسبانية في المقابلة نفسها، على “قلقه”، بقوله “لقد أمضينا عدة أشهر دون حدوث هذا النوع من القفزات أو عندما كانت هناك محاولات سابقةـ نجحنا بالتعاون مع السلطات المغربية في صدها ولم يصلوا إلى هذه الجدية”.
وأكد وزير الخارجية الإسبانية أنه “على اتصال بالسلطات المغربية لإعادة توجيه هذا الوضع”، رغم أنه لم يحدد مستوى الحوار الذي يدور حول الأمر، فيما ركز في نفس المقابلة بشكل أساسي على الوضع في أوكرانيا، قائلا: “إنني أكرس ساعات طويلة لهذا الأمر”.
وكانت الحكومة المغربية قد علقت، أمس الخميس، على الأحداث التي شهدتها مدينة مليلية المحتلة خلال اليومين الماضيين من اقتحام حوالي 2500 شخص لسياج المدينة في محاولة للعبور للضفة الأخرى، حيث قال المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس، إن “المغرب يعمل على تعبئة إمكانيات جد مهمة، ويقوم بمجهود جبار لمراقبة جميع سواحل المملكة التي تتجاوز 3500 كيلومتر”.
وأوضح بايتاس، خلال الندوة الصحفية الأسبوعية للحكومة، الخميس 03 مارس الجاري، أن “المغرب ينهج أيضا مقاربة إنسانية في هذا الملف، أخذا بعين الإعتبار أن المغرب ليس فقط بلد عبور للهجرة بل أصبح بلد استقبال”
خلص بايتاس، إلى أن “المغرب يعتبر الهجرة عنصرا إيجابيا إذا تمت هذه الظاهرة من جميع الجوانب و بطرق إيجابية، و يعتبر نفسه شريكا متميزا مع الإتحاد الأوربي في ما يخص ملفات تدبير الهجرة”.
جدير بالذكر، أن السياج الحدودي لسبتة المحتلة شهد، منذ أول أمس، حالة قفز جماعي لحوالي 2500 مهاجر غير نظامي، تمكن 500 منهم من العبور إلى المدينة المحتلة، فيما خلف ذلك حالة استنفار قصوى لدى الحرس المدني الإسباني ولدى القوات الحدودية المغربية”.
وهو ما اعتبرت الصحافة الإسبانية ، أنه “رد من المغرب على لقاء رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، في 18 فبراير الماضي، على هامش قمة الإتحادين الإفريقي والأروبي ببروكسيل”.
وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قد التقى بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، و زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، على هامش القمة السادسة للإتحاد الإفريقي والإتحاد الأوربي المقامة في العاصمة البلجيكية بروكسيل، في 18 فبراير المنصرم.
يأتي هذا في وقت تشهد فيه العلاقات الدبلوماسية المغربية حالة من التوتر منذ اندلاع أول شرارة لتأزم العلاقات بين الجانبين بشكل غير مسبوق، بعد استقبال إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي فوق ترابها خفية على المغرب، وهو ما دفع المغرب لاستدعاء سفيرته بمدريد، كريمة بنيعيش، كخطوة احتجاجية على ما قامت به إسبانيا.