المتأمل في موجة الغلاء، التي اجتاحت العالم بعد جائحة كورونا والحرب الأوكرانية الروسية، يكاد يصاب بالذهول في تتبعه لهذه الظاهرة، رغم أن تاريخ البشرية مبني على الغلاء.
موجة الغلاء الحالية منذرة بنهاية حقبة النفط كمصدر رئيسي للطاقة، وحافز للبشرية للبحث عن حلول بديلة لوقف هذا النزيف المنذر بالفناء.
غالبية الحكومات في العالم تقف عاجزة، أمام الموجات المتتالية للزيادات في سعر المحروقات وما يترتب عليها من زيادات أخرى في مواد أساسية تدخل المحروقات في سلسلة إنتاجها.
لكن المستغرب هو شبه التواطؤ بين هذه الحكومات التي لم تدعو ولو لاجتماع تنسيقي فيما بينها، لوقف نزيف هذه الزيادات.
بعد عجز الحكومات، لم يعد هناك من خيار أمام المستهلك سوى، مواجهة مصيره بنفسه وإعادة النظر في عاداته الاستهلاكية.
ما يحدث حاليا في الأسواق هو نهاية حقبة اقتصادية مالها وماعليها.
شعوب العالم اليوم تدفع فاتورة الصراع الاقتصادي الصيني الأمريكي، الذي وصل إلى نقطة لا رجعة.