باتت الحاجة أكثر إلحاحا حول تجهيز حلول أوضح إضاءة في معالجة الإنتشار الملفت لظاهرة الكلاب الضالة التي يصاحب تفاقم استفحالها بأحياء وأزقة وشوارع المدينة مراكش، الترهيب للسالكين، ويحمل تخويفا وتهديدا منظورا كلما كانت هذه الكلاب الضالة منطلقة في مجموعات تستطيع خلالها تنفيذ الغزو الجماعي للطرقات والمسالك، والسيطرة على الفضاءات وهي في حالة سعار يحفز ويحرض بإغراء الغزيرة على إتمام الهجوم العدواني الذي يبيت مهلكة على غرار الأحداث المأساوية التي تسببت خلال شهر مايو المنصرم في إزهاق أرواح مواطنين عند كل من مدارة باب الخميس والحي المحمدي بمقاطعة جليز وبحي المحاميد، ونهش جسم طفلة بحي الكدية، وهي الأحداث التي حملت السلطات المحلية على التدخل إذ قامت في إطار حملة بعقل وجمع أعداد من الكلاب الضالة قدرتها مصادر جماعية في زهاء 5000 كلب ضال.
تشكيل نفس المشهد بما يعلنه من خطر داهم على سلامة وصحة المواطن، يتم بحسب مصدر جريدة الملاحظ جورنال بكل من حي الآفاق وأحياء المسيرة اللذين يعرفان غزوا للكلاب الضالة على مدار ساعات اليوم، بشكل يحمل تنبيها للسلطات المحلية على النفوذ الترابي لهذين الحيين على معالجة الإنتشار السريع لهذه الكلاب الشاردة، والتي يتزامن احتلالها للمسالك والفضاءات، بالحدائق والساحات العمومية مع اشتداد درجات الحرارة التي يرجح في أثناءها إصابة الكلاب بالسعار خصوصا منها غير المحمية، غير المملوكة وغير الملقحة ضد داء السعار الذي تزداد احتمالات إصابة الكلاب الشاردة بالشارع العمومي بفيروسه المعدي الذي ينتقل من الحيوانات المسعورة أو المصابة بداء الكلب إلى البشر والحيوانات الأليفة الأخرى عن طريق الخدش أو العض، وهي المخافة التي يخشاها أهالي هذين الحيين (الآفاق – المسيرة)، وتفزع التجوال ساعة قصد المتنزهات والحدائق في مواجهة الحر الذي يكبس على الأنفاس، إذ أن انتشار الكلاب الضالة بهذه الأحياء وتجمعها بمثابة تحذير شديد الدلالة على أن الساكنة سوف تعاني كثيرا في حماية نفسها وتجنب القلق الذي ينشئه تجمع الكلاب الضالة بأحيائها، خصوصا وأن عامل محاذاتها للشريط القروي الذي منه تسعى على مدار السنة نحو المدار الحضري القريب بحثا عن العيش، وبالتالي مداهمة الحر لوجودها بنفس هذا المدار الحضري، يفاقم من التهديدات التي يمثلها تكتلها في مجموعات تسيطرة على مساحات الفضاء الأخضر بالمنطقة المأهولة للإستظلال من شدة الحر، وهو أمر يرفع من درجة التحذير للتدخل بغاية الحد من الإنتشار السريع لهذه الكلاب الشاردة بحي الآفاق وحي المسيرة.
واستنادا إلى نفس مصدر الجريدة، أن الأصوات تعالت بين الأهالي بهذين الحيين مطالبة بالتصدي لانتشار وتحرك هذه الكلاب بين أحياء مدينة مراكش، وتبني أسلوب وقائي بنجاعة أكبر من قبل مجلس المدينة لمحاربة الخطر الذي يمثله انتشار الكلاب الضالة، وذلك من خلال تعميم من حملة تطهير واسعة تمكن على الأقل من خفض درجات هذا التمدد للكلاب الضالة على منطقتي النفوذ الترابي لحي الآفاق وحي المسيرة، وإدراجهما ضمن الميزانية التي خصصها المجلس الجماعي لمكافحة الكلاب الضالة عبر تراب المدينة مراكش، وخصص لإجرائها نفس المجلس مبلغا قدر في 900 مليون سنتيما بحسب مصادر إعلامية، وذلك على إثر الحالة المأساوية التي خلفت ثلاثة قتلى ونهش لحم صغيرة بحر شهر مايو المنصرم، جراء عدوانية كلاب ضالة، وهو ما تتخوف ساكنة الحيين من حدوثه أمام الغزو والإنتشار الملفت للإنتباه على ترابهما.