قالت مليكة العاصمي، الشاعرة والقيادية السابقة في حزب الاستقلال، إن الدول الاستعمارية بعدما فَشلت في استعمار المغرب لم تتوقف عن رعاية مشروعها الاستعماري في زرع الفرقة والصراعات الداخلية تحت مسميات المشترك الإنساني.
وترى أن جزء من ذلك تسرب إلى “مراجعة الدستور المغربي لسنة 2011، وأراد إلغاء إسلامية الدولة وزرع ما سمي روافد ومكونات الدولة الحديثة بمعناها الواسع المتمثل في دولة الحريات الفردية والجماعية وسمو المواثيق الدولية على التشريعات الوطنية”.
وذكرت في مداخلة لها في ندوة نظمتها جمعية مسار بالبيضاء، أمس السبت، بما قامت به فرنسا من محاولات لإثارة النزاعات الداخلية والحروب الأهلية بين المغاربة ليسهل عليها تفكيك المغرب والاستيلاء عليه، وتجلى ذلك في الظهير البربري الذي رفضه المغاربة عربا وأمازيغ.
وأوضحت بأن فرنسا حاولت ترسيخ فكرة مفادها أن “الأمازيغ هم السكان الأصليين لشمال إفريقيا وديانتهم اليهودية بينما العرب جاءوا من الشرق كغزاة”.
بالإضافة إلى “جعل اليهود حلفاء متعاونيين مع فرنسا التي فرضت عليهم الالتحاق بلغتها ومشروعها الاستعماري والتخلي بالعربية مقابل أن يحظووا بوضعية امتيازية واقتصادية واجتماعية”.
كما تمت محاصرة المسلمين المغاربة داخل المدن العتيقة في شكل كيطوهات، واستهداف القيم الإسلامية
من خلال إقامة المواخير وإحياء الدعارة ونشر الأوكار والحانات واستقطاب الشباب المغربي بكل المغريات.
وذكرت بتجربة الحريات الفردية في الغرب التي برزت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في سياق الثورة الثقافية الشاملة على الدين والجنس واتخذت أسماء وعناوين اعتنقها المجتمع الفرنسي، وتزعمها فيلسوف المذهب الوجودي جون بول سارتر ورفيقته سيمون دي بوفوار، كما نشطت الحركات الشيوعية والاشتراكية الرافضة للرأسمالية.
وتأثر بهذه الرياح في تلك الفترة جُزء من الشباب المغربي في الجامعة، واعتنق عدد منهم الحداثة من خلال نموذجها الوجودي واليساري، وانتشرت في أوساط هذه الفئة ظاهرة الارتباط بدون زواج والإفطار في رمضان.
وأشارت إلى أن ذلك “كان زوبعة ما لبثت العقلانية أن أعادت الرشد إلى شباب المغرب”.