يضع المغرب لمساته الأخيرة على مشروع “ضخم”، و”غير مسبوق” في إفريقيا، إذ ينشئ ممرا مائيا ينقل المياه من السدود الممتلئة إلى المناطق التي تعاني ندرة في الموارد المائية، التي تعرفها بعض جيهات المملكة بسبب شح الأمطار خلال السنوات الماضية.
وقالت الحكومة، أن هذا المشروع “استراتيجي وكبير جدا، ويستهدف نقل المياه من حوض سبو إلى حوض أبي رقراق، الذي من خلاله سيتم تلبية الطلب على مستوى الرباط والدار البيضاء، وسيصل إلى مراكش في شطر آخر”.
والمشروع يتم تنفيذه باستثمار يقدر بنحو 6 مليارات درهم، تم تمويله بالكامل تقريبا من قبل الدولة والجهات، هذا الطريق المائي الأول تنجزه وزارة التجهيز والماء، والتي تشرف على المشروع في مراحله المختلفة يتضمن الممر المائي مضختين ضخمتين و66 كيلو مترا من الأنابيب الفولاذية، بقُطر 3200 مليمتر وبتدفق 15 لترا في الثانية.
ويبدأ المشروع الضخم من واد سبو شمال شرقي سيدي يحيى الغرب، على بعد 80 كيلومترا شمالي الرباط، كما وصلت أعمال الحفر إلى 100 بالمائة، وتم وضع الأنابيب بنسبة 21 بالمائة، وتتوقع الحكومة المغربية أن تنتهي الأشغال في أكتوبر المقبل. بحسب معطيات رسمية.
ويشهد المغرب حالة جفاف حادة منذ بضع سنوات، وكانت السنوات الخمس الماضية هي الأكثر جفافا منذ عام 1945، ومن هذا المنطلق، خصص صاحب الجلالة الملك محمد السادس جزءا مهما من خطابه السامي في 14 أكتوبر 2022 بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، لإشكالية المياه والتحديات المستعجلة المرتبطة به.