يستمر النظام الجزائري في نهج سياسته العدائية ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية، ولعل آخر مؤشرات هذا العداء منع السلطات الجزائرية، بعثة نادي نهضة بركان لكرة القدم، من مغادرة مطار الهواري بومدين بالجزائر العاصمة، صباح يوم أمس الجمعة، بسبب أقمصته الرسمية التي تحمل الخريطة المغربية كاملة.
واحتجزت السلطات الجزائرية بعثة نهضة بركان التي يترأسها رئيس النادي حكيم بنعبد الله، لساعات طوال بعد هبوط طائرته الخاصة بمطار الهواري بومدين قادمة من مطار وجدة أنكاد في رحلة مباشرة استغرقت حوالي ساعة.
خطوة تؤكد مرة أخرى مدى “تورط” النظام الجزائري في قضية الصحراء المغربية، ومساهمته في إطالة أمد النزاع، كونها طرف رئيسي في هذا النزاع المفتعل، عكس ما يحاول أن التسويق له في كل مناسبة، إذ أن منع الفريق المغربي من دخول الأراضي الجزائرية بسبب ارتداء قميص يظهر خريطة المغرب كاملة، يعد أمرا “غير منطقي” ويدخل حسب المختصين في إطار نهج سياسة عدائية ضد المملكةالمغربية الشريفة.
تعليقا حول هذا الموضوع، اعتبر خبير الشؤون الاستراتيجية، هشام معتضد، أن هذا التصرف “الشعبوي” سياسيا، ليس بالغريب على مقاربة النظام الجزائري في التعامل مع كل ما هو مغربي، كما يؤكد و يجدد مرة أخرى كون الدولة الجزائرية طرف حقيقي في نزاع الصحراء وفاعل حركي في تغذية هذا الصراع الإقليمي.
وأكد معتضد، أن هذه الأشكال من التصرفات “الصبيانية”، والتي لا تمثل قيم ومبادئ دولة ذات مؤسسات تحترم نفسها وأفعال أنظمة تنضوي تحت أخلاقيات القانون الدولي وسياسات حسن الجوار، تدفع بصورة الجزائر الإقليمية والدولية إلى مزيد من التراجع القيمي في بورصة المنتظم الدولي.
وأوضح المحلل السياسي، أن الثقافة السياسية للنظام الجزائري، تعبث ليس فقط بمستقبل العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر، وإنما تهدد مستقبل شعب الجزائر الشقيق الذي يتحمل عنتريات قيادته السياسية وعجرفة حكامه العسكريين.
وجوبا حول ردود الأفعال الممكنة، شدد الخبير في تصريحه لجريدة “العمق”، المغرب بلد مؤسسات وله مبادئ واضحة ومسؤولة فيما يخص تدبير هذا النوع من السلوكيات الغير سوية سياسيًا، مشيرا إلى أن “ما يمكن انتظاره هو سلك المؤسسات المغربية المساطير المتاحة للدفاع عن حقوق الأطراف المغربية المتضررة في هذه النازلة اللا إنسانية”.
وأضاف المتحدث أن “الثقافة السياسية للقيادة في المغرب لا تنجر سياسيا إلى مثل هذه الأحداث المبنية على الإثارة من أجل الدخول في صدام المعاملة بالمثل وإلى ما غير ذلك، لكن من اليقين أن السلطات المغربية ستدون الحادثة وتضيفها إلى سجل الخرجات الإيديولوجية للنظام الجزائري وذلك لأغراض التحليل والدراسة والمواكبة الفعلية لديناميكيات قياداته الخارجة عن منطق الجغرافيا والتاريخ”.
وخلص خبير الشؤون الاستراتيجية، هشام معتضد، بالقول “المنتظم الدولي ومختلف المؤسسات والمنظمات الدولية تراقب عن قرب الإنحطاط السياسي الذي يمارسه النظام الجزائري داخليا وفي المنطقة، والقادة الدوليين لا يفوتون أدنى فرصة لتنبيه القيادة الجزائرية بالانخراط المسؤول في احترام تطلعات شعبها وأخلاقيات الإطار الإقليمي والدولي، إلا أن من يمسكون بزمام أمور ذلك البلد لا يريدون الرجوع عن غيهم السياسي”.
هذا، وقد وافقت إدارة نادي نهضة بركان لكرة القدم، على مغادرة مطار الهواري بومدين بالجزائر العاصمة، بعد تلقيها مراسلة رسميا من قبل الاتحاد الافريقي لكرة القدم، تطمئن النادي بحصوله على أقمصته.
وأكد مصدر من نادي نهضة بركان لوسائل الإعلام الإليكترونية في وقت سابق، توصل النادي البرتقالي بمراسلة رسمية من الاتحاد الإفريقي “كاف”، تشعره بتوصله بأقمصته ذات الخريطة المغربية، صباح اليوم وتطلب منه مغادرة مطار الهواري بومدين صوب مقر إقامته بأحد الفنادق، وذلك بعد انتظار طويل دام لساعات.
وأوضحت مصادرنا أن “الكاف” سمح لبعثة نهضة بركان بالعودة إلى المغرب دون إجراء المباراة المرتقبة أمام اتحاد العاصمة، في حال عدم التوصل بأقمصته الرسمية المعتمدة ضمن أمتعته المحتجزة.
جدير بالذكر أن عناصر الأمن الجزائري، استخدمت مساء أمس حسب ما وثقه فيديو تم نشره، القوة في محاولة لإجبار عناصر نهضة بركان على مغادرة مطار الهواري بومدين وذلك بعد ساعات من احتجاز ومنع مكونات نهضة بركان من إدخال قميص الفريق بسبب حمله الخريطة المغربية .