فاض الوجد من وجدة وتزداد معاناة الساكنة في وجدة

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

سليمة فراجي*

والكل يتحدث عن الجهوية المتقدمة فكروا في جهة الشرق !

في الحقيقة إنني أفتخر بجميع مدن وطني الذي لا أحد يشك في عشقي له وحبي له إلى النخاع
لكن لا اخفي غبطتي وليس حسدي ، اللهم إلا إذا كانت الغيرة متربعة داخل اللاشعور ، طبعا لمدينة الانوار والعاصمة الاقتصادية و مدن طنجة واكادير ومراكش … مدن حباها الله باهتمام الحكومات بمختلف برامجها وتلاوينها.
صحيح ان عاصمة الشرق والجهة ككل لا تستفيد من ايجابيات اقتصاد المدن الحدودية بسبب العداء والستار الحديدي مع الجار المشاكس الشيء الذي جعل ملك البلاد يصمم على اخراج الجهة من الجمود للقطع مع مفهوم المغرب غير النافع حسب عبارة Liautey وجسد ذلك بمقتضى خطابه السامي المؤرخ في 18مارس 2003.
لكن في الوقت الذي تتبجح الحكومة بالقطار الفائق السرعة TGV وبرمجته في جهات اخرى لا زلنا نحلم بالكهربة والتثنية بالنسبة للخط السككي بين وجدة وفاس.
صحيح ان الجهة الشرقية عرفت اقلاع مجموعة من المشاريع المهمة والمرافق المختلفة لكن لا زال المستثمرون يعانون ، بل ان ملفات الانقاذ و التسوية القضائية والتصفية القضائية اصبحت تتكرر في الجهة بسبب الركود الاقتصادي و انسداد الافق وعدم توفر معامل وإقلاع صناعي وعدم وجود تحفيزات ضريبية بل الأكثر من ذلك معاناة خانقة من ادارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وإدارة الضرائب الشيء الذي جعل من بقي صامدا في وجدة يقرر الفرار إلى طنجة او البيضاء.

واذا كان الشيء بالشيء يذكر والكل فرح بالمونديال والقطار الفائق السرعة اين حظ مدينة وجدة من برامج الحكومات المتعاقبة ؟
علما ان مشاكل القطار الرابط بين الدارالبيضاء ووجدة لا زالت تطرح مشاكل تعاني منها الساكنة ، خصوصا بين مدينة فاس ومدينة وجدة علما ان المسافر يقضي احيانا 12 ساعة بين الرباط ووجدة اذا أضفنا الى الوقت العادي التأخرات الناجمة عن عدم كهربة الخط السككي بين فاس ووجدة وعدم تثنية هذا الخط في الوقت الذي استفادت فيه جهات اخرى من التثليث ! ، الشيء الذي جعل المواطن الذي يقصد وجدة يركب القطار في منتصف الليل ليصل الى وجدة في منتصف النهار ، وكأننا مواطنين من درجة ثانية ، وان التزامات المواطنين المهنية والوظيفية بالجهة الشرقية لا قيمة لها بالنسبة لمن كان قادما من المركز الى وجدة ، في الوقت الذي نتحدث فيه عن تشجيع الاستثمار وتحديث الوسائل والتحسيس وتجويد خدمات المرافق العمومية وبذل المجهودات في جهة وصلت فيها البطالة ضعف ما تعاني منه المدن الاخرى ولم تتعد نسبة الاستثمار 4 في المائة !
هذا مجرد مثال إذا أضفنا اليه معضلة الطيران و ساعات الانتظار التي قد تصل 17 ساعة احيانا ، نطرح فعلا مدى احترام البرامج الحكومية لمبدأ العدالة
المجالية

الوزراء المعينون الجدد ! هل فكرتم في زيارة المواقع السياحية لجهة الشرق ، هل فكرتم في انعاش الصناعة التقليدية واستغلال ما تتوفر عليه الجهة من غنى وموروث هائل في هذا المجال الذي بامكانه خلق فرص الشغل ، هل فكرتم في الجنوب الشرقي وما يمكن ان يوفره كقطب للطاقة المتجددة وهو الذي كان شاهدا على استغلال الطاقة الأحفورية
هل فكرتم في الزيارات الميدانية و ابداع الحلول
الجهوية المتقدمة ليست فقط فكرة ومقتضى دستوري بل تفعيل يجب ان يهم جميع جهات المملكة.

*محامية ونائبة برلمانية السابقة

الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الملاحظ جورنال وإنما عن رأي صاحبها

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.