باحث يستعرض دلالات اندلاع حراك ” منيش راضي” بالجزائر تزامنا مع إسقاط بشار الأسد

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

هشام معتضد ــ الخبير في الشؤون السياسية و الإستراتيجية

تزامنا مع سقوط نظام بشار بسوريا الحليف الإستراتيجية للنظام الجزائر، ظهرت حملة رقمية بالجارة الشرقية أطلقها شباب على مواقع التواصل الإجتماعي بعنوان “مانيش راضي”، للدلالة على عدم الرضا عن الأوضاع التي تشهدها بلادهم.

ويطرح تزامن حدث سقوط نظام الأسد الذي كانت الجزائر تدعمه، بظهور حملة بالجزائر تنتقد الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية والسياسية، أكثر من علامة استفهام.

تفاعلا مع ذلك، يرى الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية؛ هشام معتضد، أن اندلاع “الحراك الرقمي” في الجزائر بالتزامن مع إسقاط بشار الأسد يحمل أبعادًا متعددة تجمع بين البحث عن التغيير الحقيقي في بنية النظام والتفاعل الاجتماعي الرقمي الذي قد يُفسر أحيانًا كتسلية، مشيرا إلى أن هذا الحراك يعكس دينامية جديدة في المجتمعات العربية، حيث أصبحت المنصات الرقمية مجالاً حيويًا للتعبير عن الرأي وتبادل الأفكار وحتى الضغط السياسي، وقد أصبح الفضاء الرقمي في الجزائر، التي لها تاريخ طويل مع الحركات الاحتجاجية، امتدادًا لهذا التقليد، وإن كان بأدوات وأشكال مختلفة.

ويفسر معتضد تزامن الحراك الرقمي بالجزائر مع سقوط نظام بشار الأسد، بمحاولة البحث عن التغيير لدى الشباب الجزائري، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجهها البلاد، مضيفا أن الشباب، الذين يمثلون غالبية السكان، يجدون في العالم الرقمي مساحة للتعبير عن طموحاتهم وانتقاداتهم للنظام، وهو ما تتيحه لهم هذه المنصات؛ وخاصة تجاوز القيود المفروضة على الإعلام التقليدي، مما يجعلها أداة فعالة في تسليط الضوء على القضايا التي تشغلهم.

ووفق الخبير في الشؤون الإستراتيجية فإن فئة الشباب تجد في منصات التواصل مجالا للتفاعل مع الأحداث العالمية أو الإقليمية، لذلك وجد الشباب الجزائري الحديث عن سقوط بشار الأسد فرصة للمشاركة في نقاشات ساخنة أو استلهام سيناريوهات مشابهة للوضع في الجزائر، مبرزا أن هذا الجانب يُظهر ازدواجية الحراك الرقمي، حيث يمزج بين الجدية وبعث رسائل حقيقية عن الوضع في الجزائر، بين المطالبة بالتغيير واستثمار الحدث للتعبير عن المطالب الأساسية و العاجلة.

ويؤكد المتحدث أن توقيت ظهور هذا الحراك الرقمي “ليس صدفة بحتة”، مشددا على أن حدث سوريا الكبير يثير شعورًا عامًا بالتحرر والتغيير في المنطقة، وهو ما يمكن أن يُلهم الشباب الجزائري للبحث عن مسارات مماثلة، خاصة أن التحولات السياسية الكبرى دائمًا ما تترك أثرًا على المجتمعات الأخرى، ومنها التي تعاني من تحديات مشابهة. وبالتالي، يمكن اعتبار الحراك الرقمي في الجزائر انعكاسًا لهذه العدوى الثورية التي تنتقل عبر الحدود.

من الناحية السوسيولوجية، يسترسل المتحدث، يشير هذا الحراك إلى تغيير في ديناميات العلاقة بين المواطن والنظام الجزائري، بحيث أن الشباب هناك لا يكتفي بالجلوس على الهامش؛ بل يستخدم الأدوات المتاحة للتعبير عن آرائه والمطالبة بمستقبل أفضل، مستدركا أن المنصات الرقمية، رغم طابعها الافتراضي، أصبحت ساحة حقيقية للنضال، حيث يمكن للأفكار أن تنمو وتتبلور بعيدًا عن أعين الرقابة التقليدية.

.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.