جلالة الملك يهنئ البابا ليو الرابع عشر:عنوان بارز لإشاعة قيم السلام والمحبة وترسيخ الحوار البناء بين الأديان.
في خطوة تعكس عمق التقاليد الدبلوماسية المغربية ورسوخ قيم الحوار الديني والتسامح، بعث جلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى البابا الجديد للكنيسة الكاثوليكية، قداسة ليو الرابع عشر، بمناسبة انتخابه رسميًا خليفة للقديس بطرس، ورأسًا للكنيسة الكاثوليكية في العالم.
تهنئة مشبعة بقيم الأخوة والسلام
وجاء في برقية جلالة الملك نصره الله أصدق عبارات التهاني مقرونة بأمنيات صادقة لقداسة البابا الجديد بالتوفيق والسداد في مهامه الروحية والإنسانية الجسيمة، التي تهم ليس فقط أبناء الكنيسة الكاثوليكية، بل الأسرة الإنسانية جمعاء. وأكد جلالته على الأمل في أن تُسهم حَبرية ليو الرابع عشر في إشاعة قيم السلام والمحبة، وترسيخ الحوار البناء بين الأديان، ومواجهة خطاب الكراهية والانغلاق.
تقاليد مغربية عريقة في الحوار بين الأديان
تعكس هذه الرسالة عمق التقاليد المغربية في بناء جسور الحوار والتقارب بين الديانات، وهي التقاليد التي رسّخها المغرب كأرض للقاء بين الحضارات، وكرّسها الملك محمد السادس بصفته أميرًا للمؤمنين، الراعي لحرية العقيدة، والحامي للعيش المشترك داخل مجتمع يتسع لجميع مكوناته الروحية والثقافية.
ولا يخفى أن العلاقات بين المملكة المغربية والكرسي الرسولي كانت دائمًا نموذجًا للتفاهم والاحترام المتبادل، وقد تعززت خلال زيارة البابا فرانسيس إلى الرباط سنة 2019، حيث أُعطيت آنذاك دفعة قوية لتعاون ثقافي وإنساني يعكس رؤية عالمية موحدة لقضايا السلم، الهجرة، والعدالة الاجتماعية.
البابا ليو الرابع عشر: مرحلة جديدة لكنيسة تواجه تحديات العصر
انتخاب ليو الرابع عشر على رأس الكنيسة الكاثوليكية يأتي في ظرف عالمي دقيق، تتقاطع فيه التحديات الأخلاقية والبيئية والسياسية. ويُنتظر من البابا الجديد أن يقدم مقاربة روحية وإنسانية متجددة تواكب تحولات العالم، دون التفريط في ثوابت العقيدة. وتضع رسائل التهاني الدولية، ومنها رسالة جلالة الملك محمد السادس ، على عاتق البابا الجديد مسؤولية تعزيز الحوار بين الشعوب من مختلف المشارب الدينية والثقافية.
رؤية ملكية متبصرة لعالم متضامن
تؤكد التهاني الملكية مرة أخرى حضور المغرب كفاعل دبلوماسي وروحي فريد في الساحة الدولية، لا يكتفي بمواقف سياسية، بل يضع لنفسه دورًا أخلاقيًا وإنسانيًا، يستند إلى رؤيته الخاصة للإسلام الوسطي المنفتح، ويُكرّس مكانته كوسيط موثوق في تقريب الرؤى بين الشرق والغرب، الشمال والجنوب، المسلم والمسيحي.
وفي خضم عالم مثقل بالنزاعات وسوء الفهم بين الثقافات، تظل مثل هذه الرسائل الموجّهة من القادة ذوي الرؤية، كجلالة الملك محمد السادس، ضرورية لتجديد الأمل في عالم يسوده التعايش، ويُبنى على أسس من الاحترام المتبادل.