رشيد بنشيخي… والي مراكش بالنيابة ينزل بثقل تجربته لقيادة أوراش كبرى برؤية استراتيجية
بمجرد تنصيبه واليًا بالنيابة على جهة مراكش- آسفي، أطلق رشيد بنشيخي إشارة قوية بأن مرحلة جديدة من الاشتغال الميداني والسرعة في الإنجاز قد بدأت. الرجل لم ينتظر طويلاً، بل دخل مباشرة إلى صلب الملفات الكبرى، واضعًا على رأس أولوياته أوراشًا وطنية وذات امتداد دولي، في مقدمتها الاستعدادات التنظيمية واللوجستيكية لكأس إفريقيا 2025 ومونديال 2030، اللذَين جعلَا من مراكش إحدى أهم محطاتهما الاستراتيجية.
في ظرف أيام معدودة، قاد بنشيخي جولات ميدانية مكثفة شملت مواقع المشاريع الكبرى الجارية بمدينة مراكش، حيث عاين تقدم أشغال تأهيل البنية التحتية الحضرية، وتوسعة المرافق الأساسية، وفي مقدمتها تهيئة محيط ملعب مراكش الكبير، الذي يُرتقب أن يكون ضمن الملاعب المحتضنة للمباريات الدولية.
من ملفات الكرة إلى زلزال الحوز: حضور يومي ومتابعة دقيقة
بعيدًا عن الأضواء، يواصل والي مراكش بنشيخي تتبع أوراش إعادة بناء المنازل المتضررة من زلزال الحوز، حيث يقود جهودًا لتجاوز التعثرات التقنية والإدارية التي تعرقل سير العملية، موجهًا تعليمات حازمة لتسريع الإنجاز دون الإخلال بمعايير السلامة والجودة. وهو الملف الإنساني الذي يختبر قدرة المؤسسات على الاستجابة السريعة للأزمات بإشراف مباشر من السلطات الترابية.
مشروع القرن المائي: والي مراكش يشرف على ربط المدينة بأنبوب مياه من آسفي
في واحدة من أكبر مشاريع البنية التحتية الحيوية التي تشهدها الجهة، يحرص بنشيخي على تتبع مراحل مشروع نقل المياه الصالحة للشرب من محطة تحلية مياه البحر بآسفي نحو مراكش، عبر أنبوب عملاق يمتد لأكثر من 175 كيلومترا، وهو المشروع الذي بلغت نسبة إنجازه حوالي 80%.
ولعل خلفيته التقنية كخبير في قطاع توزيع الماء والكهرباء، تضعه في موقع متميز لفهم تفاصيل المشروع، ومراقبة دقته، خاصة أنه شغل مناصب عليا في وكالات التوزيع المستقلة بعدة مدن، أبرزها تازة، بني ملال، وجدة، والقنيطرة، قبل أن يعود لمراكش مديرًا عامًا لـ”راديما”، ثم عاملًا على إقليم الحوز.
والي بمواصفات مهنية.. والرهانات ثقيلة
يحمل بنشيخي، الحاصل على دبلوم مهندس دولة من المدرسة الحسنية للأشغال العمومية، مسارًا إداريًا حافلًا عمره أكثر من ثلاثة عقود، جعله من الأسماء المتمرسة في تدبير المرافق العمومية ذات الحساسية العالية، وعلى رأسها الماء والكهرباء والتطهير السائل. واليوم، يجد نفسه أمام اختبار جديد، عنوانه: قيادة مراكش إلى مستوى التحديات القارية والدولية القادمة.
ولعل ما يميز تجربة بنشيخي، ليس فقط خلفيته التقنية، بل أيضًا مقاربته الميدانية الحازمة، وحرصه على التفاعل مع الفاعلين المحليين ومكونات المجتمع المدني، لتجويد أداء المؤسسات وتجاوز ثقافة التأجيل والبيروقراطية.
من مراكش إلى العالم.. هل تنجح المدينة الحمراء في كسب رهان الجهوزية؟
مع اقتراب الاستحقاقات الرياضية الكبرى، وتحول المغرب إلى ورش مفتوح لإعادة تأهيل بنياته التحتية، تترقب الأنظار ما ستنجزه مراكش تحت قيادة بنشيخي. فالرجل، وإن كان “بالنيابة”، إلا أن حضوره القوي وإيقاعه السريع في العمل، يبعث بإشارات واضحة أن مهمة الوالي الجديد تتجاوز تصريف الأعمال… إلى تدبير مرحلة مفصلية بكل المقاييس.