تاوريرت : مدينة منسية تنتظر صحوة عامل الإقليم

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

في عمق الجغرافيا الشرقية للمغرب، تعيش مدينة تاوريرت على وقع التهميش المزمن، كأنها خارج خريطة التنمية ومشاريع النهوض. مدينة تنهكها البنية التحتية المتآكلة، وتخنقها الأزبال المتراكمة، وتصرخ شوارعها المحفرة بنداء استغاثة لم يصل بعد إلى آذان من يملكون القرار.

فأين عامل الإقليم؟ وأين تدخلاته المستعجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟

وسط سخط متنامٍ لدى الساكنة، تزداد التساؤلات حول أسباب الصمت الرسمي إزاء واقع مزرٍ يتفاقم يوماً بعد يوم. الطرق المتشققة، والأرصفة المكسرة، والنفايات التي تزاحم السكان في أحيائهم، ليست مجرد مظاهر عابرة، بل مرآة صادمة لتراكمات سنوات من الإهمال وغياب رؤية تنموية حقيقية.

الساكنة، التي سئمت الوعود الموسمية والخطابات المكررة، تتطلع إلى إجراءات ملموسة، تبدأ من تنظيف الشوارع ولا تنتهي عند استصلاح البنية التحتية وإطلاق مشاريع قادرة على خلق فرص الشغل.

المدينة لا تطلب المعجزات، بل تسعى فقط إلى الحد الأدنى من الكرامة الحضرية: طرق صالحة للاستعمال، نظافة تحفظ الصحة العامة، ومرافق تحترم إنسانية المواطن.

أما الطريق المؤدية إلى حي موجنيبة، فقد تحولت إلى مشهد فوضوي بامتياز، بعدما عمد عدد من أصحاب “البراريك” إلى احتلال جنباتها بشكل عشوائي، في وضح النهار، وأمام أعين السلطات المحلية التي التزمت الصمت وكأن الأمر لا يعنيها.

اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يطرح السؤال نفسه بإلحاح: متى يتحرك عامل إقليم تاوريرت؟ ومتى يتم تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة بدل الاكتفاء بالمراقبة من خلف المكاتب؟

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.