صرخة “جيل Z” من الشارع … تساؤلات يطرحها خطاب “يسرى العرجوني” حول أزمة الثقة
في تدوينة قوية أثارت جدلاً واسعاً على صفحتها بموقع “فيسبوك” ، وجهت “يسرى العرجوني” رسالة مباشرة وصادمة إلى الطبقة السياسية في المغرب.
لم تكن الكلمات مجرد نقد عابر، بل كانت تعبيرًا عن غضب عميق وتساؤلات جوهرية حول واقع السياسة المغربية، وتأثيره المباشر على المواطنين وخاصةالشباب.
المؤامرات والخبث ثمنه باهظ يدفعه المواطن
بدأت “العرجوني” تدوينتها بتوصيف دقيق لما تعتبره “مؤامرات وخبثاً غير معلن” بين السياسيين، مشيرة إلى تسويق الأخبار الزائفة وشراء المواقع الإلكترونية للطعن في مصداقية الخصوم. هذه الممارسات، حسب العرجوني، جعلت السياسيين ينسون برامجهم الأولية التي كسبوا بها ثقة المواطنين، وتحولت الأحزاب إلى “عصابات” متنافسة على المصالح الشخصية، على حساب المصلحة العامة.
النتيجة، كما تقول، هي أن “المكر ديالكم تطور ووصل لقلوب المواطنين والشباب”، مما دفعهم للخروج إلى الشارع للتعبير عن فشل السياسيين في تحقيق أبسط الحقوق: الصحة، والتعليم، وفرص الشغل العادلة.
وأشارت “العرجوني” إلى أن فرص الشغل تستفيد منها فئات معينة، بينما “أولاد الشعب قاريين حسن من اللي فالمناصب ومقصيين”.
أسئلة محرجة بلا إجابات
لم تكتفِ ” العرجوني” بالوصف، بل طرحت سلسلة من الأسئلة الصريحة والمباشرة التي تعكس خيبة أمل عميقة:
ـ “علاش تخليو شباب اليوم يخرج؟”
ـ “علاش تعديتو حتى على رجال الأمن بقلة التواصل ديالكم؟”
ـ “علاش بغيتو تخليو صورة المغرب عند الأعداء بهذا المستوى؟”
ـ “ياك بديتو من وسط الشعب علاش دبا تتبانو بعاد؟”
هذه الأسئلة لم تجد إجابة من السياسيين، الذين يبدو أنهم أكثر تفاعلاً مع خلافاتهم الشخصية من مشاكل المواطنين.
مسؤولية المواطن والحل في الحوار
لم تُعفِ “العرجوني” المواطن من المسؤولية، معتبرة أن “كنعطيو صوتنا” مقابل “200 درهم وقفة” رغم معرفتهم بحقيقة بعض السياسيين.
ودعت “العرجوني” الشباب إلى الحكمة في النضال، مؤكدة أن “الرسالة وصلت” وأن المطلوب هو حوار جاد وتفاعل من “الحكومة النائمة” مع “غضبة الشعب”.
وفي ختام تدوينتها، أكدت “العرجوني” أن “مغربنا يستحق الأفضل”، مشيرة إلى أن “ما نرى في الشوارع يؤلم القلب قبل العين”، وأن البلاد لا يجب أن تعود إلى “سنوات الرصاص”.
وتبقى ملاحظتها حول سرعة تفاعل السياسيين مع خلافاتهم، مقابل تجاهلهم لمشاكل المواطنين، هي جوهر الأزمة التي يعيشها المغرب اليوم.