ساعف: السياسة في المغرب فقدت مركزيتها و”نزلت إلى قسم الهواة”

0

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

دقّ الأكاديمي والحقوقي المغربي، عبد الله ساعف، ناقوس الخطر بشأن تراجع مكانة الفعل السياسي في المجتمع المغربي، معتبراً أن السياسة انتقلت من “مركز الاهتمام” الذي احتلته لعقود إلى “الهوامش”، في ظل سياق يتسم بانحدار كبير.

وأكد الأستاذ بجامعة محمد الخامس، خلال درس افتتاحي بكلية الحقوق أكدال بالرباط، أن الممارسة السياسية الحالية بالمملكة “نزلت إلى قسم الهواة”، مما يضع المتخصصين في علم السياسة أمام مسؤولية فكرية وتاريخية لتقديم إضافات علمية تتجاوز الخطاب السائد لدى العامة.

وأوضح ساعف، في درسه المعنون بـ “علم السياسة بالمغرب: المعرفة، السلطة، والمسؤولية الفكرية”، أن الفترة الممتدة من الستينيات حتى أوائل القرن الحالي كانت تشهد حيوية سياسية كبرى، عكس العقد الأخير الذي عرف تغيرات عميقة في المشهد العام.

واستغرب الأكاديمي من التناقض القائم بين تزايد الإقبال الأكاديمي على دراسة العلوم السياسية —حتى من قبل المتفوقين في الشعب العلمية والرياضية— وبين التراجع الفعلي لأهمية السياسة في الواقع المجتمعي.

وفي نقد للمسار البحثي الحالي، سجل ساعف هيمنة “الأجندات الرسمية” على أطروحات العلوم السياسية في الجامعات المغربية، حيث يركز الباحثون بشكل مكثف على المواعيد الانتخابية، المراجعات الدستورية، وقضايا الوحدة الترابية.، داعيا في هذا الصدد إلى الالتفات لما وصفه بـ “الزوايا الميتة”، وهي المواضيع البحثية العميقة التي تخرج عن السياقات الرسمية والخطابات الجاهزة للمسؤولين.

واستحضر ساعف في معرض حديثه تجربة “نيكولو مكيافيلي” كنموذج للمسؤولية الفكرية، مشيراً إلى أن علم السياسة ليس مجرد ترف، بل هو أداة لتمكين المجتمع من السيطرة على مساره.

وخلص “ساعف”  إلى ضرورة إنجاز “دراسة ببليوغرافية” شاملة ترصد ما تراكم من أبحاث في مختلف الجامعات المغربية، لتصحيح المسار المعرفي وتطوير أدوات فهم الواقع السياسي بعيداً عن الانحدار الذي يشهده “قسم الهواة”.

احصل على تحديثات في الوقت الفعلي مباشرة على جهازك ، اشترك الآن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.