وداعاً عبد المالك الوازاني … رحيل قامة فكرية وأكاديمية رسّخت القانون والسياسة بالمغرب
انتقل إلى رحمة الله، صباح اليوم السبت 8 نونبر، الباحث والمفكر والأستاذ الجامعي عبد المالك الوازاني، أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش. ويُعد الفقيد أحد أبرز رموز شعبة القانون العام على الصعيد الوطني، تاركاً فراغاً كبيراً في المشهد الأكاديمي المغربي.
المسار والإسهام الفكري للراحل
يُعد الراحل من أعلام الفكر السياسي الأكاديمي بالمغرب، حيث تميز بمسار علمي حافل، وغزارة علمه، ورصانة تحليله، وعمق رؤيته في مقاربة التحولات السياسية والاجتماعية بالمغرب وخارجه.
لقد كان الأستاذ الوازاني من بين الأسماء التي ساهمت بفاعلية في إدماج العلوم الاجتماعية والأنثروبولوجية في البحث القانوني، وهو ما منح مساهماته العلمية تأثيراً عميقاً داخل الجامعة المغربية.
عمل الراحل لسنوات طويلة أستاذاً جامعياً بكلية الحقوق بمراكش، حيث كرّس حياته لتدريس وتأطير أجيال من الباحثين.
وقد أشرف وناقش عشرات الأطاريح الجامعية في مختلف التخصصات المرتبطة بالعلوم السياسية، مما جعله مدرسة قائمة بذاتها في مجال القانون العام.
أهم مؤلفاته وإصداراته
خلف الفقيد وراءه رصيداً مهماً من الدراسات والأبحاث باللغتين العربية والفرنسية، نُشرت في مجلات وطنية ودولية، وشارك في العديد من الندوات العلمية البارزة. ومن أبرز مساهماته العلمية ومؤلفاته التي تبرز عمق فكره:
ـ كتاب “الأنظمة الدستورية المقارنة”، الذي شارك في تأليفه، ويُعد مرجعاً أساسياً في المجال.
ـ دراسات حول “الأحزاب السياسية المغربية، من التمايزات الإيديولوجية التقليدية إلى الكارتيلات”.
ـ مساهمات هامة في قضايا “الدولة الحديثة وبناء الهوية الوطنية” (L’Etat moderne et la construction d’une identité nationale).
ـ أبحاث معمقة في موضوعات مثل “حوار القضاة” و “الانتقالات الديمقراطية والعنف” (‘Transitions démocratiques’ et violence).
ـ دراسات حول دور القاضي الدستوري في ترسيخ دولة القانون، ومقالات حول مسألة الهوية والحداثة السياسية.
إن هذه الأعمال وغيرها تؤكد الدور المحوري الذي لعبه الوازاني في إثراء المكتبة القانونية والسياسية المغربية.
بهذه المناسبة الأليمة، تتقدّم الأسرة الجامعية ومكونات كلية العلوم القانونيه والاقتصاديه والاجتماعية بجامعة القاضي عياض بمراكش بأصدق عبارات التعازي والمواساة إلى أسرة الفقيد وذويه وتلامذته، راجين من العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.