مناورة دبلوماسية: “تبون” يعفو عن الكاتب بوعلام صنصال بـ”تدخل علاجي” ألماني
في خطوة مفاجئة تحمل أبعاداً دبلوماسية وإنسانية معقدة، أصدر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قراراً يقضي بالعفو عن الكاتب الروائي بوعلام صنصال، الذي كان يقضي عقوبة بالسجن لمدة خمس سنوات بتهم تتعلق بالمساس بالوحدة الوطنية.
ويأتي هذا العفو، الذي أُعلن رسمياً في 12 نوفمبر 2025، استجابة لـطلب رسمي وإنساني مباشر من نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير، وصل بتاريخ العاشر من الشهر ذاته، حيث أكد البيان الرئاسي أن الطلب الألماني ركز على دوافع إنسانية تتعلق بالحالة الصحية الهشة للكاتب المسن وعرض ألمانيا تولي مهمة نقله وعلاجه بالكامل على أراضيها.
هذا التدخل الألماني يمثل طوق نجاة دبلوماسي للجزائر من ورطة ملف صنصال الذي تحول إلى قضية رأي عام دولي منذ اعتقاله في نوفمبر 2024 وإدانته في مارس 2025، لاسيما وأن قضيته وضعت العلاقات بين الجزائر وباريس على حافة أزمة دبلوماسية حادة، بعد أن وصفت الجزائر التدخلات الفرنسية السابقة في الملف بـ “التدخل السافر” في شؤونها الداخلية، في حين حاولت الرئاسة الجزائرية تقديم استجابتها للطلب الألماني على أنها بادرة إنسانية محضة بعيدة عن أي ضغوط سياسية، مؤكدة أنها استندت إلى أحكام المادة 91 الفقرة 8 من الدستور الجزائري بعد استكمال كافة المساطر القانونية.
وبهذا، نجح الرئيس الألماني، الذي أشار مكتبه إلى أن العفو يمثل “تعبيرًا عن روح الإنسانية وبعد النظر السياسي ويعكس علاقاته الشخصية الجيدة بالرئيس تبون”، في تقديم مخرج “ناعم وعلاجي” للجزائر يجنبها اتهامها بالخضوع للإملاءات، وفي الوقت ذاته يُنهي أزمة كاتب فرونكفوني بارز يبلغ من العمر ثمانين عاماً ويُعاني من المرض، كان قد أثار غضب السلطات بتصريحاته التي تشكك في “الذاكرة الرسمية” للبلاد وتتبنى مواقف مغربية بشأن ترسيم الحدود.
عملية العفو ونقل صنصال إلى ألمانيا، التي ستتكفل برلين بكافة نفقاتها، تشير إلى أن برلين تحركت بنجاح حيث فشلت جهود باريس والبرلمان الأوروبي، الأمر الذي قد يعكس ترجيحاً للعلاقات الاستراتيجية مع ألمانيا، الشريك الاقتصادي والسياسي الهام، في سياق تحتاج فيه الجزائر إلى دعم دولي في ظل تحديات إقليمية متصاعدة.
هل تود أن أبحث عن تفاصيل إضافية حول التهم التي وجهت للكاتب بوعلام صنصال؟