مراكش بين السياحة و”الكارديانات”… أزمة تهدد الصورة الدولية للمملكة
تُعتبر مدينة مراكش من أبرز الوجهات السياحية في المملكة المغربية، وهي رمز السياحة والثقافة المغربية على الصعيد الدولي. ومع ذلك، تواجه المدينة تحديًا يتعلق بنشاط بعض الأفراد المعروفين بـ”الكارديانات”، الذين يتدخلون في تنظيم مواقف السيارات بطريقة غير رسمية، مما يثير استياء السياح ويؤثر على الصورة العامة للمدينة.
يقوم هؤلاء الأشخاص بفرض قواعدهم الخاصة على سائقي السيارات، مثل تحديد أماكن الركن بشكل قريب جدًا من السيارات الأخرى، وطلب الدفع الفوري بأسعار غير واضحة، دون احترام أي ضوابط رسمية. هذه الممارسات تؤدي أحيانًا إلى مشاحنات مع السياح الذين يسعون فقط لركن سياراتهم بأمان.
ويشير مختصون إلى أن حل هذه المشكلة يكمن في تنظيم القطاع بشكل رسمي، عبر تركيب آلات لسحب تذاكر الوقوف تديرها شركات متخصصة، وضمان شفافية الأسعار ومساءلة المسؤولين عن إدارة المواقف. كما يمكن اختيار الكارديانات وتدريبهم رسميًا، ومنحهم بطاقات تعريف واضحة، لضمان سلوك مهني يحترم حقوق السياح.
من جهة أخرى، يبقى تدخل المجلس الجماعي والسلطات المحلية ضروريًا لمتابعة الممارسات اليومية، وتطبيق الضوابط اللازمة، بدل انتظار وقوع حوادث أو انتشار مقاطع فيديو تؤثر على سمعة المدينة.
إن تنظيم مواقف السيارات ليس مجرد مسألة لوجستية، بل جزء من تجربة السياحة في مراكش. ومعالجة هذا الملف بشكل جدي ستساهم في تحسين تجربة الزوار، وتعزيز صورة المدينة كوجهة سياحية عالمية، تليق بمكانتها في المغرب وخارجه.