قطع وزير الصحة، الدكتور الحسين الوردي، في التصريح الذي أمد به وسائل الإعلام، بأن مستشفى الأمراض العقلية والنفسية الذي أشرف على تدشينه عصر الجمعة 25 غشت الجاري بمدينة قلعة السراغنة، منفصل العلاقة بمشروع المركب الطبي والإجتماعي الذي تعتزم الوزارة إنشاؤه إلى جوار ضريح “بويا عمر”، زالذي من المنتظر أن يشرع في وضع حجره الأساس قبل انصرام هذه السنة (2017)، إذ سيعمل عبر هذا المركب الطبي والإجتماعي، بحسب ما جاء في تصريح وزير الصحة، الدكتور الحسين الوردي، على استقبال وإيواء والتكفل الطبي والإجتماعي بالمرضى النفسيين، وتقديم الدعم النفسي لهذه الفئة من المرضى على مدد فترة الإيواء، بالإضافة إلى توفير خدمات التأهيل وإعادة الإدماج الإجتماعي للمضمومين من المرضى النفسيين، من خلال التمكين من فرص الشغل، وذلك، بالنظر إلى الوضع الإقتصادي والإجتماعي لشريحة المصابين بالعلل النفسية، استشفافا من تصريح وزير الصحة، في ما أبرز وزير الصحة الدكتور الحسين الوردي، بأن هذه الوحدة الصحية، المختصة في العلاج العقلي والنفسي، والتي تتوخى إرساء الصحة النفسية، تدخل في إطار المخطط الوطني 2013- 2016، ويرمي إلى النهوض بمجال الصحة النفسية.
وأوضح بلاغ للوزارة في شأن معطيات المؤسسة الصحية للأمراض العقلية والنفسية بمدينة قلعة السراغنة، أن الكلفة المالية للمؤسسة التي شيدت بمواصفات هندسية وصفها ب “العالية الجودة”، على مساحة إجمالية قدرها في 30.000 مترا، تقدر بزهاء 56 مليون درهما؛ وتشتمل بحسب نفس البلاغ، على قطبين للإستشفاء، ويتوفر المستشفى على اربع ورشات للعلاج المهني ومكتبة بقاعتين للمطالعة وأربع قاعات للأنشطة الموازية، وإثنتان للرسم ومثليهما للموسيقى، وفضاء للإستقبال، وصيدلية ومرافق أخرى خدماتية “المصبنة والمطبخ”؛ في ما يتوفر المستشفى على تجهيزات بيوطبية وعلاجية.
يشار إلى ذلك، أن تدشين مستشفى الأمراض العقلية والنفسية، تم إلى جانب وزير الصحة الدكتور الحسين الوردي، في حضور عامل إقليم قلعة السراغنة، رئيس مجلس جهة مراكش- آسفي، أحمد اخشيشن، رئيس المجلس الاقليمي، عبد الرحيم واعمرو، المدير الجهوي لوزارة الصحة، خالد الزنجاري والمديري والمديرات الإقليميين لوزارة الصحة بالجهة، ورؤساء مجالس جماعية، وأعضاء المجلس البلدي لمدينة قلعة السراغنة ومسؤولي المصالح الخارجية بإقليم قلعة السراغنة.
يذكر، أن المخطط الوطني 2013- 2016، والذي لأجل الإسراع بتفعيله، طبقا للوارد في البطاقة التقنية الخاصة بالمشروع، أطلقت وزارة الصحة برنامجا استعجاليا، شاملا، لتعزيز الرعاية بالمرضى المصابين باضطرابات نفسية، ولحماية حقوقهم الإنسانية، ضمن مبادرة “الكرامة” التي رامت في مرحلتها الأولى، إجلاء المرضى النفسيين الذين كانوا محتجزين بمحيط “ضريح بويا عمر”، إذ أمكنت هذه المرحلة المستشفيات العمومية من استقبال 822 حالة مرضية من هذه الفئة، ضمنهم 5% نساءا، في ما عرفت نفس المرحلة من مبادرة “كرامة”، صرف ميزانية خاصة لإعادة تأهيل المستشفيات والمصالح المدمجة الخاصة بالقطب النفسي، وهي العملية التي استهدفت 10 مؤسسات إشفائية، في إطار عملية وطنية لتنظيف وأنسنة هاته المؤسسات، هذا، في ما تسعى المرحلة الثانية من مبادرة “كرامة” إلى توسيع الطاقة السريرية الوطنية، واعتمدت الوزارة في تنفيذها على إحداث 3 مستشفيات جهوية (أكادير- قلعة السراغنة- القنيطرة)، فضلا، عن المصالح الإشفائية المندمجة الأربعة (بوعرفة-شفشاون- العروي- وتزنيت)، وافتتاح جناح بمستشفى الرازي للأمراض النفسية والعقلية (تيط مليل)، بطاقة استيعاب تصل إلى 18 سريرا، وبمستشفى الرازي للأمراض النفسية (سلا)، وانطلاق العمل بمصلحة مندمجة بالمستشفى الإقليمي (إبن مسيك)، بطاقة استيعاب تصل إلى 30 سريرا.