يطارد القضاء الإسباني 28 مسؤولا في الجبهة الانفصالية البوليساريو وأبرزهم زعيمها إبراهيم غالي بعد تورطه في اغتصاب فتاة صحراوية تدعى “خديجاتو محمود”.
وتعود الواقعة لسنة 2010 عندما ذهبت خديجاتو إلى القنصلية الإيطالية بالجزائر للحصول على تأشيرتها، أُخبرت بأنها يجب أن تمر أولا بـ”سفارة” البوليساريو بالجزائر من أجل الحصول على رخصة خروج.
تحكي خديجاتو محمود:” ذهبت إلى السفارة في التاسعة صباحا، لكن تم ضرب موعد لي في الساعة السابعة مساء. وصلت مع صديقة رفض البواب دخولها. لم يكن هناك أحدٌ. مررت مباشرة إلى مكتب إبراهيم غالي، قدمت إليه كل وثائقي التي وضعها جانبا وبدأ مباشرة في لمسي مكررا “دعيني أفعل وبعد ذلك سأعطيك التأشيرة والمال وكل ما تريدين. صرخت ودافعت عن نفسي…”
تتابع الصحراوية التي لم يندمل جرحها بعد سبع سنوات، وهي تدافع دموعها بصوت متقطع: “لقد اغتصبني بشكل بشع، حيث بدأت أنزف كثيرا. رمى إلي بملحفة، بعد أن تبللت ملحفتي”، تقول خديجاتو، قبل أن تضيف “فهمت بعد ذلك أن كل شيء كان مُعدّا وأنه ألف اغتصاب فتيات المخيمات خلال عبورهن بالجزائر العاصمة”، متهمة مسؤولي الجزائر بالتواطؤ مع المسؤولين الانفصاليين.
“كبار المسؤولين الجزائريين مسؤولون عن ما يقع. فهم يعلمون كل شيء حول ما يقع بمخيمات تندوف التي تقع تحت سلطتهم. فهم من يساندون البوليساريو ويغطون على تجاوزاتها”، تقول ضحية زعيم الانفصاليين.
وبعد أن عادت لسرد حكايتها، قالت خديجاتو إنها وجدت صديقتها التي صارت شاهدتها فيما بعد، في الباب. وتروي أنها اتصلت بوالدتها عبر الهاتف وطلبت منها أن تسكت وأن يتم حل القضية داخل الأسرة وهو ما رفضته، وبمساندة أخيها “إبراهيم” الذي كان قد دخل لتوه من كوبا، استطاعت الذهاب إلى إسبانيا في 2013. “لقد تم احتضاني من طرف أسرة إسبانية والتي كنت على علاقة بها منذ 1997، وهذا ما شكّل ولادة ثانية لي. لقد كنت ضائعة تماما، ومنكسرة لكن عزائي كان في هذه الأسرة التي ساندتني”، تحكي خديجاتو.
وتحكي الفتاة أنها قررت أن ترفع دعواها ضد المعتدي عليها أمام أعلى محكمة جنائية في إسبانيا، ولم تتوقف عند هذا الحد، حيث قدمت شهادتها أمام منظمة الأمم المتحدة ومجموعة من المنابر الدولية، خاتمة بقولها “فعلت ذلك لأفضح المعتدي علي، وتشجيع النساء الأخريات لفعل الشيء ذاته. أنا لست وحدي من تم الاعتداء عليها. يجب كسر قانون الصمت الذي يسود في المخيمات”، قبل أن تغادر القاعة وهي تكفكف دموعها…