أصبحت التجاوزات هي الشريعة المتداولة بحي المسيرة الأولى، وخاصية مشتركة بين جميع الفاعلين بالقطاع التجاري بالمنطقة، ذلك، أن هذه التجاوزات أصبحت الممكن الوحيد الذي يعتمد عليه الباعة من أصحاب المحلات والمتجولين في تزويد الدخل اليومي من التجارة التي تمارس، سواء كانت سلعا مختلفة أو مواد غذائية خفيفة، كما تنتشر بهذا الحي الذي تتغذى مظاهر عشوائية المشهد به من غياب المسئولين على تنظيم حركية الرواج التجاري، خصوصا عند أوقات الدروة من مساء كل يوم.
في إطار هذا التجاوز، يتم احتلال الملك العمومي، سيما منه، الفضاءات الخضراء التي هيأت لتكون متنفسا للساكنة، ما بين شارع الداخلة و فضاء المسجد المقابل لمقاطعة الحي الحسني. ويوضع موضع استغلال واضح من لدن صاحب محل لبيع المأكولات الخفيفة، حيث أن السيطرة عليه تبعد الوظيفة التي هيأ أصلا لأداءها، والمتجلية في اتخاذه موضع ترويح وترفيه لأسر الحي، التي تعتبر الإستغلال يبدو من سابع المستحيلات، كما يتردد ذلك بين الأهالي، وفي استنكار لعدم تفعيل المسئولين بالمنطقة التي تخضع للنفوذ الترابي المنارة، لإجراءات إخلاء الفضاءات العمومية من مستغليها لمنفعة الساكنة التي ستواجه بعد حين وفي مقتبل الإيام القادمة، القيظ الذي يضطر إلى إفراغ المساكن التي يتلمس قاطنوها شيئا من البرودة والقر بالخارج، وتوفر بهذه المواضع الخضراء التي تقع تحت نفوذ أصحاب المحلات من المقاهي وبائعي الأكلات الخفيفة عندما يعز وتشتد الحرارة.