بشرى عطوشي
واجه الحجاج المغاربة خلال موسم الحج للسنة الجارية 2018، عدة مشاكل بسبب غياب التنظيم وسوء التأطير، وهو الأمر الذي كشفته العديد من الفيديوهات التي جرى تصويرها من قبل حجاج مغاربة، من عين المكان. وقد سجلت هذه الفيديوهات الاختلالات التي شابت حج هذا الموسم، والتي مست الحجاج المغاربة على وجه الخصوص.
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، دخلت على الخط لنفي كل ما تراه ترويجا خاطئا لفشل موسم حج هذه السنة، مشيرة إلى أن العملية لم تشهد أي اختلالات أو تقصير، مؤكدة على أن حج هذه السنة مر في ظروف جيدة وبالشكل المطلوب، إلا أن كل ما جرى نشره من فيديوهات ومن تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، فند ما روجت له الوزارة الوصية، حيث أكد بعض الحجاج على أن السعودية كانت للمساهمة في إنجاح حج هذه السنة، واعتمدت تطبيقات إلكترونية جديدة، على غرار تطبيق “ضيف” “مناسكنا”، “مسار”، “تروية”، “صحة”، “مرور”…إلى آخره من التطبيقات، كما ألزمت المطوفين بتطبيق دفاتر التحملات لإرضاء الحجيج، وبالنسبة لما يسمى نظام الإعاشة، أي نظام الأكل فقد حاولت السعودية تسهيل العملية، وتقديمها بشكل جيد وسلس.
أما من الناحية التنظيمية من الجانب المغربي، فقد جرى تسجيل عددا كبيرا من الهفوات التنظيمية، جعلت من أداء فريضة حج هذه السنة أكثر صعوبة ، حيث كان عدد الحجاج المغاربة كان كبيرا جدا، ومبالغ فيه، ما أثر بشكل كبير على الطاقة الاستيعابية لأمكنة الإسكان والمبيت، ومساحات المكاتب، ويبقى الجانب الأكثر حساسية، هو الجانب المتعلق بالمؤطرين، الذين كانوا يجهلون كل ما له علاقة بتنظيم الحج، حيث يؤكد الحجاج أنهم لم تكن لديهم أدنى تجربة في هذا الشأن، مما ساهم بشكل كبير في غياب التنظيم وسط الحجاج الذين تاه منهم المسنين والنساء، وعلى مستوى مشعر عرفات فقد كان آخر وفد يخرج من هذا المكان، هو الحجاج المغاربة، حيث تاهوا عن الطريق، ما جعلهم يتأخرون عن تأدية صلاة المغرب والعشاء جمعا وتقصيرا.
اختلالات بالجملة، شابت موسم حج هذه السنة، بسبب سوء التنظيم والتأطير، حيث وجد الحجاج الذين ساهم بعضهم في كثير منها، أنفسهم غير قادرين على أداء المناسك بسبب الصعوبات التي لازمتهم طيلة حجهم. في هذا الصدد يرى بعض الحجاج، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، أن الوزارة الوصية، ملزمة بتقليص عدد المستفيدين من فريضة الحج، ليتماشى و العتبة العددية التي تخولها وزارة الحج بالسعودية، على أساس تمديد أعداد لوائح الانتظار تماشيا مع الرقعة المكانية المستحقة للمغرب بمشعر منى، ويطالب البعض باعتماد نظام للنقل يكون تردديا من وإلى مشعر منى، من خلال القطارات الترددية وذلك بشراء أساور اشتراك لكل حاج ب400 ريال سعودي مع إدراج الثمن بتكاليف النقل الموحد وإخضاع، تنقل الحجاج بالقطارات الترددية، لنظام التفويج الخاص بكل مكتب مرقم، حسب ما يؤكده بعض الحجاج.
في السياق ذاته، تجدر الإشارة إلى أن المرافقين والمؤطرين لعملية حج هذه السنة، وحسب الاختلالات التي واجهها الحجاج، يعوزهم التكوين والتأطير، من خلال اطلاعهم على الخرائط والممرات والمسالك والفنادق والمطاعم، بحيث لم يكن أغلبهم على دراية بحيثيات تسيير الحشود، والتجمعات، كما لم يكن لهم دراية بالطرق والممرات والزمان والمكان الذي يجب أن يكون فيه الحجاج على أهبة الاستعداد لأداء شعائر الحج.
في هذا الصدد اقترح أحد الحجاج في تصريح له، أن استلام ملفات الحجاج يجب أن يخضع لسلم علمي يقيم قدرة الحاج البدنية والنفسية والعقلية وليس المادية فقط حتى لا يكون عبئا على ضيوف الرحمان وحتى يسهل تأطيره “لان الحج جهاد لمن أستطاع”. وأكد أيضا على ضرورة توزيع أجهزة سمارت فون على كل مؤطر او مرافق مرقمة ومجهزة قبليا بكل التطبيقات المنجزة والخاصة بالحج لنفس الموسم، مشيرا في الوقت ذاته إلى ضرورة إحالة أغلب الكوادر بالدائرة المركزية على التقاعد المبكر لأن العقلية البيروقراطية لا تتناسب و الحج الذكي الذي تتوخاه السعودية.