أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، الخميس 08 نونبر بمراكش، أن المملكة المغربية ستكون، كما جرت العادة، في الموعد لجعل المؤتمر الدولي حول الهجرة المرتقب تنظيمه يومي 10 و11 دجنبر المقبل بمراكش، اجتماعا “ناجحا”.
وأضاف بوريطة خلال ندوة صحفية على هامش زيارة ميدانية للإطلاع على مستوى تقدم التحضيرات لإعداد الموقع الذي سيحتضن أشغال هذا المؤتمر الهام الرامي إلى تبني الميثاق العالمي للهجرة، أن المغرب سيكون وكالمعتاد، في الموعد لاحتضان لقاء “ناجح” على المستوى التنظيمي، وكذا على مستوى مساهمة هذا الملتقى في إرساء “توافق دولي جديد” حول قضية الهجرة ومعالجتها على مختلف الجوانب والأبعاد في إطار التعاون الدولي وتحت إشراف منظمة الأمم المتحدة.
وأكد بوريطة الذي كان مرفوقا خلال هذه الزيارة بالممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة للهجرة الدولية السيدة لويس أربور، والأمينة العامة المساعدة المكلفة بقسم الجمعية العامة للأمم المتحدة وتسيير المؤتمرات السيدة كاترين بولار، أن هذا الاجتماع الرفيع المستوى يكتسي أهمية كبرى بالنظر للقضية التي يناقشها والمتعلقة بالهجرة، والتي تشكل موضوعا “بنيويا” في العلاقات الدولية وأساسيا في الأجندة الدولية.
وأضاف أن هذه الأهمية نابعة من كون هذا المؤتمر الأول من نوعه الذي يقام تحت إشراف الأمم المتحدة لمناقشة قضية الهجرة في “إطار متعدد الأطراف” ووفق “رؤية متعددة الأبعاد”، مبرزا أن هذا المؤتمر يكتسي أهميته من كونه سيتوج بتبني وثيقة أساسية ومرجعية بالنسبة للمنتظم الدولي لمعالجة قضية الهجرة.
كما أكد بوريطة أن الأمر يتعلق بموعد دولي جد هام وينتظره المنتظم الدولي، مؤكدا، أن المغرب يتشرف باحتضان هذا الحدث على غرار العديد من المواعيد البارزة التي عقدت بالمدينة الحمراء، من ضمنها اجتماع “الغات” سنة 1994 واجتماعات المنظمة العالمية للملكية الفكرية سنة 2013، والتي توجت بتبني معاهدة مراكش الرامية إلى تسهيل ولوج المكفوفين وفاقدي البصر للمؤلفات المنشورة، وكذا قمة المناخ “كوب 22” التي شكلت محطة هامة في مسلسل مكافحة التغيرات المناخية.
وأبرز أن تنظيم المغرب لهذا المؤتمر يحمل ثلاث دلالات، مما يبرز انخراط المغرب في العلاقات المتعددة الأطراف، مضيفا أن المملكة تعتبر أن جميع القضايا الكونية يتعين معالجتها في “إطار متعدد” وتحت “مظلة أممية”.
وذكر أن المغرب الذي احتضن منذ سنتين قمة المناخ “كوب 22” لمناقشة موضوع يكتسي طابع الراهنية، يعتبر أنه “بنفس الطريقة يتعين معالجة قضية الهجرة في هذا الإطار”، قائلا إنه “دليل إضافي على انخراط المغرب في العمل متعدد الأطراف وتعزيز عمل الأمم المتحدة “.
أما الدلالة الثانية – يضيف بوريطة – فتكمن في أن المغرب يعتبر أن قضية الهجرة لا يمكن تسويتها إلا في إطار احترام السيادات والتعاون الدولي والحوار والمسؤولية المشتركة والتفاهم المشترك بين بلدان الأصل والعبور والاستقبال.
وأكد بوريطة أن المغرب انخرط منذ 2013 في سياسة وطنية للهجرة، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، موضحا أن هذه السياسة توصف على المستوى الإقليمي بـ “الرائدة” وتقوم على التضامن مع المهاجرين، لاسيما من إفريقيا جنوب الصحراء (تسوية وضعية أزيد من 50 ألف حالة أي 90 في المائة من الملفات المقدمة تم قبولها).
وأضاف أن المغرب اهتم أيضا على المستوى الإفريقي بهذا الموضوع، مذكرا بأن قادة دول الاتحاد الإفريقي عينوا جلالة الملك رائدا في موضوع الهجرة بإفريقيا، مشيرا إلى أنه على المستوى المتعدد الأطراف، انخرطت المملكة في نقاشات حول هذا الميثاق الجديد وباحتضانها لهذا المؤتمر تبرز أيضا الأهمية التي توليها لهذا الموضوع.
من جهة أخرى، أكد الوزير على المشاركة النشيطة والفاعلة للمملكة في النقاش حول هذه الوثيقة، انطلاقا من المرجعية المغربية لمعالجة هذه القضية، معبرا، عن ارتياح المغرب لهذا الميثاق الذي ينسجم مع الرؤية الواضحة للمملكة بشأن قضية الهجرة.
وحسب بوريطة، فإن الأساسي هو أن يتم تطبيق هذا الميثاق، قائلا إن المؤتمر يشكل فرصة للتفكير في الطريقة المعتمدة لتفعيل هذه الوثيقة.
من جهة أخرى، أشار الوزير إلى أن المقاربة المغربية في مجال الهجرة ترتكز على ثلاث دعائم، وهي التضامن والاندماج والمسؤولية من خلال القيام، وبحزم، بمحاربة شبكات الاتجار في البشر والهجرة الغير شرعية.
من جهتها، أوضحت السيدة أربور، أن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة يثقون في قدرة المغرب على احتضان هذا المؤتمر الهام، مضيفة أن قادة الدول والوزراء ووفود المجتمع المدني والقطاع الخاص والمنظمات الحكومية سيلتقون في هذا “الفضاء الرائع” و”الهادئ” لمناقشة إحدى القضايا الكبرى في القرن الـ 21، والتي تسائل المنتظم الدولي برمته.
وأضافت “نتحدث هنا عن الهجرات الدولية وليس النزوح داخل البلد، وهو ما يعتبر موضوعا يطرح سيادة الدول، وأيضا استقلاليتها”.
وأبرزت في هذا الصدد، أهمية الجهد المبذول من قبل المنتظم الدولي من أجل الانكباب على أفضل تنقل بشري في القرن الـ 21.
من جهة أخرى، أكدت المسؤولة الأممية أن “تسيير الموقع الذي سيحتضن هذا المؤتمر متميز ويبعث على الارتياح”، معبرة عن أحر تشكراتها للسلطات المغربية على تعاونها مع الأمم المتحدة لضمان إنجاح هذا الحدث العالمي الوازن.
من جهتها، أوضحت بولار أن هذا الموقع يستجيب لانتظارات الأمم المتحدة، مشددة، على أهمية هذا اللقاء الذي سيناقش موضوعا يسائل المنتظم الدولي بكامله، معربة، عن متمنياتها بالنجاح الكامل لأشغال هذا المؤتمر الدولي الهام.
يشار إلى أن بوريطة كان قد أجرى قبل ذلك مباحثات مع المسؤولتين الأمميتين، لاسيما بحضور السفير الممثل الدائم للمغرب بالأمم المتحدة السيد عمر هلال.
المصدر : مدي1تيفي- (و.م.ع)