ادت “نطحة” الجماني لإبن الشماس الى شجار قوي داخل حزب الأصالة والمعاصرة، سيكون له بعد، لأن المعنيين بالأمر، هما طرف على رأس هرم الحزب، والآخر من النافذين فيه، وعليه للمشاجرة، على غرار أخرى شهدها الحزب، تتمة في المجلس الوطني في ماي المقبل، حيث أجمع كثيرون على أن بنشماس سيتوقف مسيره في هذه المحطة لأنه ظل يزرع الشوك في طريقه.
الواقعة التي ستبقى موسومة في تاريخ الحزب، هي تحصيل حاصل لحركية تقود الجرار إلى الهاوية، وفي اتجاه تعميق الشرخ بين قياداته، هكذا تفسر مصادرنا الأمر، إذ منذ تقلد بنشماس منصب الأمين العام وجد نفسه في مواجهات غير متوازنة مع نافذي الحزب، ممن لا يتقبلون أن يعلو صوت فوق صوتهم، عوض تركيزه على إصلاح أعطاب الجرار والشروع في تجاوز الفراغ التنظيمي الذي يتخبط فيه على مستوى فروعه الإقليمية والجهوية، وكذا المُصالحة مع المتمردين على الحزب من داخله.
وفيما ظلت حقيقة ما وقع غائبة وتضاربت التفسيرات حولها، اعترف الجماني، الذي لا يخف انتقاده من طريقة تسيير الحزب وأن الأخير “ليس ملك شخص”، لأحد المواقع الإلكترونية بدخوله في شجار مع بنشماس، قائلا إن الأخير أخل بتعهداته والتزاماته التي قطعها أمام فريق الحزب في مجلس النواب، بعدما حصل شبه إجماع بين نواب “البام” في مجلس النوب حول المناصب والأشخاص الذين سيتقلدون المسؤولية في المجلس في إطار الكوطا الممنوحة للفريق.
قبل واقعة “النطحة” هذه أدخل الأمين العام نفسه في مواجهة مع اسمين قويين في الحزب، هما أحمد اخشيشن وفاطمة الزهراء المنصوري، كادت تعصف بالحزب بعدما اكتشف الأمين أنه تجرأ على مواجهة قاعدة من النواب والمستشارين ورؤساء الجماعات وغيرهم في إقليم الحوز يؤمنون بالولاء.. قبل أن يجد نفسه بحر هذا الأسبوع في صراع مع قطب صحراوي يتجاوز منصب الأمين العام، إذ من تداعيات ما حصل أن النواب والمستشارين الصحراويين في الحزب هددوا بنشماس بالانسحاب من الحزب، نُصرة للجماني الذي لم يتقبل كيف وزع الأمين العام مناصب البام في هياكل مجلس النواب، التي اعتبر باميون أنها “تعيينات الولاء والمصالح”.
وقد جعل هذا باميين يتحسرون على ماضي إلياس العماري، الذي بحسبهم كان يعرف كيف يلطف الأجواء ويتدخل بين هذا وذاك، بطريقة أو بأخرى، عكس بنشماس الذي أراد أن يفرض نفسه منذ تعيينه، فاصطدم بمن استأنسوا بـ”الريتم” الذي تأسس عليه الحزب.
ولم يهدد هؤلاء الصحراويون بالنزول من الجرار، تقول مصادر متطابقة، بل بلغ بهم الغضب حد التفكير في تنفيذ مغادرة جماعية نحو أحزاب أخرى، كالاستقلال والأرجح التجمع الوطني للأحرار، وهو ما جعل جهات تتدخل لتهدئة الأوضاع، ليعيش حزب الأصالة والمعاصرة على وقع شرخ وهوة بين قياداته تهدد بنسفه في المجلس الوطني المقبل تؤكد ذات المصادر.