تباشر السلطات الصحية بالمملكة حملة التلقيح في مواجهة فايروس كوفيد 19/كورونا، مع بداية الأسبوع المقبل، وذلك تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي ظلت حريصة منذ انتشار الفايروس أواسط مارس 2020، على فائق الإكتراث بالصحة العامة بالمملكة، وتحريك كل الدعم المالي والإجراءات الوقاية للإحتراس من ارتفاع الإصابة بالفايروس الذي عرف تمددا في أعداد الحاملين للفايروس خلال النصف الثاني من ذات السنة، وتعزيز ذات التوجيهات لجلالته للإستراتجية الوطنية الموضوعة لمكافحة المتلازمة التنفسية الحادة كوفيد 2، وهي التوجيهات التي تكللت أخيرا بامتلاك المملكة للقاح الذي سيتم تزويد الصحة الوطنية في إطار ذات الإستراتيجية الوطنية المنبنية على نظامين، الأول ثابا يتم خلاله استقبال الفئة المستهدفة بشكل مباشر بمحطات التلقيح، والنظام الثاني يمكن الفرق المشرفة على عملية التلقيح التنقل إلى نقاط التطعيم بالمناطق النائية.
في سياق ذلك تجري عمليات تثبيت الحملة الوطنية للتلقيح في مواجهة فايرس كورونا المستجد، من خلال اللمسات النهائية لاستقبال المواطنين المستهدفين خلال المرحلة الأولى من الحملة، بعد توفر اللقاح الذي حط بالمطار الدولي محمد الخامس بالدار البيضاء، أمس الجمعة 22 من يناير 2021، وتواصل ذات اللمسات على غرار باقي جهات المملكة، بجهة مراكش-آسفي التي شهدت السبت 23 نفس شهر نفس السنة، متابعة والي الجهة كريم قسي لحلو لآخر الإستعدادات التي يشهدها المركز الصحي الزرقطوني بالمسيرة الأولى بمراكش، الذي استهدفته وقفة الوالي ضمن وفد مرافق ضم إليه كلا من الكاتب العام لعمالة مراكش، ورئيس الشؤون الداخلية، ونائب والي الأمن والمديرة الجهوية للصحة بمراكش، ومدير مستشفى محمد السادس، ورئيس المنطقة الحضرية الحي الحسني، ورئيس الملحقة الإدارية الحي الحسني ، وشخصيات مدنية وعسكرية، وذلك قبالة الإنطلاقة الرسمية لعملية التطعيم، في إطار المواكبة والتتبع المستمر للتحضيرات الجارية المهيئة لحملة التلقيح، ومرافقة المصالح الصحية بالجهة في هذا العمل الوطني، والإطمئنان أكثر على جاهزية مختلف التدابير اللوجستية والتنظيمية المتخذة لضمان سير العملية وفق الضوابط والأهداف المسطرة بالإستراتيجية الوطنية في شأن عملية التطعيم لمواجهة كوفيد 19.
في إطار عملية التفقد لوالي الجهة كريم قسي لحلو والوفد المرافق، أظهرت المديرة الجهوية للصحة بنفس الجهة، في الشروحات التي تقدمت بها أمام وفد الزيارة، على أن التحضير لعملية التلقيح قد استحضرت في إنجازها على مستوى جميع المراكز ونقاط إجراء الحملة، قد اهتدت بالإرشادات والتصويبات الواردة في الإستراتيجية الوطنية للتطعيم ضد وباء كوفيد 19/كورونا، وبلورة للتوجيهات السامية لجلالة الملك في إعداد وتجهيز المراكز الصحية بمختلف مناطق الجهة، بالمعدات المركزية والأساسية التي يطلبها إنجاز العملية وفق الحرص الملكي على الصحة العامة بالمملكة، وبلورة الخطاب الصحي على امتداد زمن الفايرس، وتشخيص هذا الخطاب تبعا بما يمكن من تجاوز المرحلة الحرجة في تطور الفايروس، وأيضا، من خلال إعداد أطقم طبية وشبه طبية على مستوى من الكفاءة والخبرة في مزاولة الحملة الوطنية للتلقيح ضد فايروس كورونا المستجد، كما تعرب على ذلك مؤشرات التحضير بالمركز الصحي الزرقطوني.
إلى ذلك، شدد والي الجهة، على مواصلة العمل الصحي بما يمكن من إعطاء الحملة الوطنية للتلقيح ضد فايروس كورونا على مستوى الجهة، ويترجم بعدها الإجتماعي، ومناولة الحملة بما يزيد عن حاجتها من الجهد المتواصل في أفق تحقيق المناعة الجماعية من الفايروس، وهو الهدف الذي لا يمكن تحصله إلا عبر استحضار الضمير المهني، والمسئولية المواطنة لرفع التحدي الذي يجعلنا أمام معركة حقيقية ترفض الفشل في إنجاز الحملة التي يعول نجاح تدخلها على الإلتزام الكامل بالإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفايروس، وعلى استحضار الحرص الملكي الذي يلزم بتضام الجهود المختلفة لتجاوز المرحلة واستعادة الحياة الطبيعية للمواطن.
يشار إلى ذلك، بأن وزير الصحة أيت الطالب، كان قد اعتبر أمام لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب حول الاستراتيجية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19، أن الحملة الوطنية للتلقيح تعد جوابا حقيقيا وجديا لكبح الجائحة حيث يستوجب الوصول لتغطية لقاحية لا تقل عن 80 في المائة لبلوغ حماية وحصانة جماعية تمهد العودة للحياة الطبيعية، مشيرا إلى أن التنفيذ الدقيق لهذه الإستراتيجية يعتمد على مدى توفر كميات اللقاحات اللازمة في الوقت المحدد، كما يظل تعاون القطاعات الحكومية والمنظمات غير الحكومية ذا قيمة كبيرة لتحقيق الأهداف المسطرة.