انتهت حالة الانتظار التي كان عليها الفوج 43 للملحقين القضائيين، للالتحاق بالعمل في المحاكم، بعد أن أعلن عبد الحنين التوزاني، مكلف بمهام المدير العام للمعهد العالي للقضاء، في الموقع الخاص بالمعهد، عن تحديد جلسة الجمعة 21 ماي الجاري لأدائهم اليمين القانونية بمحكمة النقض، وهو التعيين الأول الذي سيقع بعد تولي محمد عبد النباوي منصب الرئيس المنتدب.
وأشارت “الصباح” إلى أن الإعلان عن تعيين الفوج الجديد للقضاة، يفيد أن النتائج التي طالما انتظرها زملاؤهم سواء في شأن الانتقالات أو التعيينات بالمسؤوليات الشاغرة، سيتم الإعلان عنها قريبا، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن المجلس يفترض فيه أن يكون قد اتخذ قرارات في شأن موضوع التمديد أو وضع حد له بشأن بعض القضاة والمسؤولين القضائيين، الذين إما وصلوا سن التقاعد أو أنهوا التمديدات التي يمنحها القانون لهم.
وأضافت المصادر ذاتها أن النتائج المحتملة للمجلس ستعرف تغييرا مهما في الخارطة القضائية، في إطار الإستراتيجية التي اتخذها في تدبير الوضعية الخاصة بالقضاة، التي ما فتئ يبينها المجلس الأعلى للسلطة القضائية في شأن التعامل مع القضايا التي تخص الحياة المهنية للقضاة، إذ شهدت الجلسات السابقة للمجلس مناقشة ملفات التأديب، المحالة عليه والتي همت بعض الإخلالات المنسوبة إلى القضاة بالإضافة إلى ثلاث حالات أخرى تخص المس بواجب التحفظ وأخلاقيات المهنة، كما أن المجلس سبق له أن أصدر قرارات تأديبية عن دورتي السنة الماضية، بعد أن أحيل عليه 13 قاضيا، صدرت في حقهم عقوبات تنوعت بين العزل والإنذار، ولم يؤاخذ ثلاثة قضاة وعمق البحث في حق قاض واحد.
الرهانات التي تنتظر المجلس الأعلى للسلطة القضائية في سنته الأخيرة، قبل إجراء الانتخابات الخاصة بالقضاة المنتخبين، تنصب حول تدبير العديد من الملفات العالقة التي تهم الوضعية الفردية للقضاة، وتعيين مسؤولين قضائيين في المناصب الشاغرة، من خلال التمسك بالمعايير الأسمى في إسناد المسؤوليات للقضاة، ودعم الأدوار التأطيرية للمسؤولين القضائيين، بما يلزم من تكوين وتحسيس لازمين لتقوية دورهم في تسيير المحاكم والإشراف على عمل القضاة.
وعلاقة بموضوع التعيينات، تمنى عبد اللطيف الشنتوف، رئيس نادي قضاة المغرب، التوفيق للقضاة الجدد لبدء مهامهم وتعزيز صفوف زملائهم بالمحاكم، مضيفا في تدوينة نشرها على الصفحة الرسمية للنادي “مع متمنياتي لهم جميعا بأن تكون أمكنة تعييناتهم مناسبة لهم ومستندة على المعيارية التي ننادي بها دائما، والأهم أن يجعل الله لهم فيها الخير لمسارهم المهني والشخصي مع وجود بيئة مناسبة للعمل والاحتضان من طرف المسؤولين والزملاء وباقي المتدخلين “، ولم يفت رئيس النادي التذكير بضرورة توفير الإطار الإداري المناسب لاستقبال القضاة الجدد ماديا واجتماعيا من سكن وأجرة كاملة منذ البداية ونقل، لأن هذه المرحلة هي مهمة جدا في حياة القاضي الجديد وقد يبنى عليها المسار المهني كله سلبا أو إيجابا.