يبدو أن المواطنين المغاربة بدؤوا يقطفون ثمار الحملة الشرسة التي شنوها على حراس مواقف السيارات من حملة “السترات الصفراء” على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأت الصفحات التي تمّ إطلاقها لهذا الغرض تنشر تباعاً اليوم الأربعاء، عدداً من التدوينات التي تُؤكد إقدام أجهزة الأمن بمختلف المدن المغربية، على توقيف حراس السيارات المزيفين، خاصة بأحياء الدار البيضاء، ومنها حي عين الدياب الشاطئي، وشارع مصطفى المعاني، الذين أقرّ “فيسبوكيون” بإخلائهما الكامل من “أصحاب السترات الصفراء”.
وقد نُشر على صفحة “ضد مول الجيلي أصفر”، التي جمعت إلى حدود الساعة عشرات الآلاف من المتضررين من بطش حراس السيارات، عدد من التدوينات التي تثمّن جهود السلطات في التعاطي الإيجابي مع مطالب المواطنين، مع تأكيدها على مواصلة “الكفاح” بُغية إرغام الدولة على فرض القانون التنظيمي 113.11، الذي يعتبر مواقف السيارات مرفقا اجتماعيا، ويتمّ تدبيره من طرف الجماعات الترابية.
وفي هذا الصدد كتب أحد نشطاء “فيسبوك”: “ما لا يفهمه المسؤولون عندنا، هو أن كثرة هؤلاء الصدريات الصفراء يضرب في العمق مصداقية الأمن والأمان اللتان يتغنى بهما المغرب، فكثرتهم توحي للسياح أننا في الفلوجة أو قندهار، حيث إذا غفلتي طارت عينيك”، ليكتب آخر :”هاذ التحركات التكتيكية ديال السلطة ماشي حل دائم، لا بد من حلول جذرية، برخصة أو بدون رخصة !”
يُشار إلى أن ظاهرة تفشي أصحاب السترات الصفراء في مواقف السيارات تثير الكثير من الجدل بخصوصها منذ مدة طويلة، إذ يستغرب المواطنون عدم إثارة حفنة المشاكل المتعلقة بها في المؤسسات الرسمية، متسائلين عما إذا كانت لجهة معينة مصلحة في تثبيت هؤلاء الحراس الغرباء في شوارع وأزقة المدن، رغم شيوع أخبار متواترة عن المشاكل التي يثيرونها مع المواطنين أصحاب السيارات الخاصة، تتطور في الكثير من الأحيان إلى مشادات كلامية لدى رفض المواطنين الخضوع لابتزازهم، علماً أن تواجدهم بمواقف السيارات يكون في الغالب صورياً، حيث أنهم لا يتحملون مسؤولية أية أضرار قد تلحق بالمركبات فمتى يأتي دور شارع الداخلة بمراكش والأزقة المجاورة له .