في ترتيب نهائي للأحداث التي عصفت بالعلاقات المغربية الإسبانية عرجت تقارير إعلامية في الجارة الشمالية على حقيقة ما وقع مشيرة إلى أن الانفصالي إبراهيم غالي، الذي سيمثل أمام العدالة الإسبانية غدا الثلاثاء، دخل البلاد بجواز سفر جزائري مزور لأنه مطلوب لدى المغرب بينما تترصده أعين أجهزة استخبارات أخرى من بينها “الموساد” الإسرائيلي.
المخابرات المغربية والتتبع عن كثب
وفق تفاصيل ما حدث قبل نقل الانفصالي إبراهيم غالي نحو إسبانيا، أفاد موقع “Gasteiz Berri” الإسباني بأن جهاز الاستخبارات المغربية “لادجيد” علم بمجرد إصابة الانفصالي إبراهيم غالي بفيروس “كورونا” في خضم اجتياح الجائحة لمخيمات العار الكائنة في الجارة الشرقية للمغرب.
وأجبر الفيروس المستجد الانفصالي على اللجوء إلى العاصمة الجزائر للعلاج لكن تعذر علاجه فيها بسبب “ضعف القدرات الطبية” كما أكد المنبر الإعلامي الإسباني، محيلا على أنه وبعد تأكد عجز النظام العسكري على علاج صنيعه الانفصالي إبراهيم غالي، راح يبحث له عن مكان للعلاج فيه في أوربا لكن شريطة ألا يعرف أحد بذلك، دون أن يدري أن جهاز المخابرات المغربي يتتبع عن كثب ما يجري ويتحسب لأي خطوة مناسبة، لكن لم يكن من بينها أن تقبل إسبانيا الدخول في لعبة قذرة ضد مصالح المملكة.
خيارات ألمانيا وفرنسا وإسبانيا
ألمانيا، كانت هي البلد الأوربي الأول الذي استجداه النظام العسكري الجزائري لعلاج إبراهيم غالي على أراضيها، لكنها واجهت ذلك بالرفض القاطع، فهي لم ترغب في تعميق الخلاف مع المغرب بعد القطيعة التي أعلن عنها وجعلت حكومتها تتحرى الصواب في هذا الشأن، كما أورد “Gasteiz Berri”.
فرنسا، كانت خيارا غير متاح بالمرة ولم يطرحها النظام العسكري الجزائري. لماذا؟ لأن العلاقات المغربية الفرنسية لا تشوبها شائبة في هذه الفترة التي تميزت باعتراف أمريكي بسيادة المغرب على صحرائه وحتما الجمهورية ما كانت لتقبل التواطؤ ضد المغرب والتلاعب بروابطها مع بلد ترى فيها شريكا استراتيجيا.
في المقابل، تم طرح الخيار الإسباني وذلك عبر “فيرناندو موران” السفير الإسباني في الجزائر وهو نجل الوزير الاشتراكي السابق “فيليب غونزاليس” بحيث استغل السفير الإسباني في الجزائر علاقته مع الجزائريين لإقناع حكومة “بيدرو سانشيز” على اقتراف مؤامرة الإتيان بالانفصالي إبراهيم غالي إلى إسبانيا.
الانفصالي غالي في إسبانيا
بعدما وطأت قدما الانفصالي إبراهيم غالي إسبانيا جرى توجيهه مباشرة نحو المستشفى الجامعي “آستورياس” (el Hospital Universitario del Principado de Asturias) وهو المستشفى المعتاد لتقديم العلاجات للانفصاليين الصحراويين سواء المقيمين في إسبانيا او الوافدين عليها من الخارج.
لكن “تقرر أن هذا المستشفى ليس هو المكان الأفضل” لعلاج الانفصالي إبراهيم غالي، لماذا؟ لأن في هذا المستشفى يوجد كثير الانفصاليين الصحراويين وحتما تتواجد عناصر استخباراتية تراقبهم قد تعلم بتواجد الانفصالي في مستشفى “آستورياس”، فضلا عن كون الحزب الشعبي هو المتحكم في مدينة “أستورياس” وبالتالي فقد يكون رفض استقبال الانفصالي حفاظا على روابط الحزب مع المغرب.
لوغرونيو.. لماذا؟
جرى وفق “Gasteiz Berri” اختيار مدينة “لوغرونيو” لعلاج إبراهيم غالي لأسباب معينة، منها أن المدينة خاضعة لحكم الحزب الاشتراكي العمالي (PSOE) وهو نفس الحزب الحاكم في إسبانيا بحيث يضمن الأخير تواطؤ عمدة المدنية معه، فضلا عن كون “لوغرونيو” غير معروفة كثيرا وأنها تقع قرب القاعدة الجوية العسكرية لـ”سرقسطة” بما يمكن من نقل الانفصالي إبراهيم غالي” بكل سهولة.